إن السخرية تكثر في مجالس الكثير من الشباب في الأمور الشرعية، سواء في العبادات، أو الآيات، أو السخرية من الناس الصالحين الأخيار؛ لأجل الطرفة وإذهاب الملل والسآمة، وأحياناً لأجل الافتخار بذلك، وهذا أمر كما تعلم من نواقض الدين ومن نواقض الإسلام، وقد ينقل صاحبه إلى الردة والكفر عافانا الله وإياك، وأظن أنك قد قرأت ودرست في كتاب التوحيد: باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول، وساق فيه شيخ الإسلام قول الله عز وجل:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}[التوبة:٦٥ - ٦٦]، فالسخرية أمرها خطير.
فاحرص قدر الإمكان أن تتخلى عنها، وحين تسمع من يدخل في ذلك من زملائك وأقرانك فينبغي أن تنتصر للدين ولو كنت منحرفاً، ولو كنت أسوء منه، فينبغي أن تنتصر للدين، إنك لو سمعت من يسب أباك أو أمك لغضبت وانتفخت أوداجك واحمرت عيناك، وقمت ولم تقعد؛ انتصاراً لأبيك وأمك، ولو قلت لك: إن والديك أعز وأغلى عليك من دينك، أو إن نفسك أعز عليك وأغلى من دينك؛ لاعتبرت هذا اتهاماً، ولاعتبرت هذا إهانة وسوء ظن، ولكن ما بالك تنتصر عندما تهان وعندما يوجه لك اللوم والسخرية والانتقاد، ولا ترضى أبداً أن تمس بسوء، وأما دين الله عز وجل فلا تنتصر له.
مرة أخرى أقول لك: مهما كنت تقع في المعاصي، ومهما بلغ بك الفسق والفجور فإن هذا ليس مسوغاً لك وليس عذراً لك ألا تنتصر لدين الله سبحانه وتعالى.
فإذا سمعت من يسخر أو يسب الناس الصالحين والأخيار، أو يسخر بدين الله عز وجل فانهه ولو بكلمة واحدة.