للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستقرار النفسي والراحة]

ثالثاً: الاستقرار النفسي والراحة: والاستقرار النفسي أمر يحتاج إليه الإنسان وخاصة الشاب، وإذا مرت هذه المرحلة دون أن يستقر فيها المرء استقراراً نفسياً ويعيش فيها حياة مستقرة فإنه يفوّت على نفسه فرصة ذهبية من فرص العمر لا تتكرر، ولا يمكن أبداً أن يعدلها ما يأتي بعدها، ولا يمكن أن يحقق الشاب ولا الفتاة الاستقرار النفسي التام دون الزواج.

ونعود مرة أخرى إلى إفادات الغربيين فيقول أحدهم: إن العزوبة الدائمة تعرض صاحبها إلى اضطراب نفسي مختلف الأنواع والصفات، فيفسد النفس، ويجعلها تتحلى بعدم الرحمة والقسوة والخفة والطيش وعدم الاتزان.

ويقول أحدهم وهو جورج انكتيل: منذ مطلع القرن العشرين والعزوبة تمثل على مسرح هذه الحياة شقاء ينتهي غالباً بالانتحار والجنون.

وسبق أن أشرنا إلى كثير من الإحصائيات، ولو تابعتم الإحصائيات التي تُنشر في أي بلد حتى في بلاد العالم الإسلامي لوجدتم أن النسبة العليا ممن يقعون في الإجرام هم من العزاب، ومن أسباب ذلك هو أن الأعزب يعيش حالة من عدم الاستقرار النفسي، وعدم الراحة والطمأنينة النفسية بخلاف المتزوج.

وهذا المعنى هو ما أشار الله عز وجل إليه في آيات كثيرة في شأن الزواج قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم:٢١] فهذا داخل تحت معنى السكن، {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:٢١] وقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة:١٨٧] وامتن الله سبحانه وتعالى على عباده بالزواج في غير ما آية في كتاب الله عز وجل.