للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحلف بالطلاق]

السؤال

في يوم من الأيام في العطلة قلت لأبي: سوف أذهب إلى مدينة كذا وقت صلاة المغرب والعشاء، أو إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ولكن أبي رفض قال: لن تذهب إلا بعد الفجر، فقلت له: عليّ الطلاق إني سوف أذهب قبل الساعة الثانية عشرة، ولكنني أطعت والدي وذهبت في الوقت الذي حدده لي، فهل يقع عليّ الطلاق إذا تزوجت أو أكفّر أم ماذا أفعل؟

الجواب

هذا الذي بدأ من الآن يطلق عنده مشكلة، أصلاً حلفه بالطلاق أمر غير مشروع أصلاً، وإذا حلف الإنسان فليحلف بالله عز وجل، وهذه اليمين شاعت عند الناس لقلة تعظيمهم لله تبارك وتعالى، ولماذا صار الحلف باباً من أبواب التوحيد؟ لأنه يرتبط بتعظيم الله، وهذا حلف بالطلاق لأن الطلاق أصعب شيء عنده، حيث يجعله يفارق أهله ويهدم أسرة، وهذا من قلة تعظيم الله تبارك وتعالى، وهو من اتخاذ آيات الله هزواً؛ لأن الطلاق حكم شرعي شُرع لحل المشكلات.

ثم إن من الدليل على سخافة عقل الإنسان أن يحلف بالطلاق! فعندما يدعو الناس للغداء يؤكد ذلك بالطلاق وهكذا! فما هي علاقة الزوجة بفلان؟ سواء استجبت لدعوتك أو ما استجبت فما علاقة هذه القضية بمسألة الطلاق؟ فهذه عادة يعملها أحياناً السفهاء والناس الذين لا يقومون بالواجب؛ لا برعاية الأهل ولا بمراعاة الحياة الاجتماعية، بل هذا من هوان قيمة المرأة شريكة الإنسان في حياته، والله عز وجل أخبر أنه أخذ بذلك ميثاقاً غليظاً، أي في هذا العقد والنكاح.

أنا ذهبت إلى مجال أبعد من القضية فأقول: إن هذا دليل على مشكلة في تعظيمنا لله أصلاً؛ لأننا نعدل عن الحلف بالله إلى هذا الأمر، ودليل على تفكك العرى وقيمة الحياة الاجتماعية، ولهذا نشأت مشكلات الطلاق ونشأت مشكلات كثيرة في مجتمعات المسلمين بسبب عدله في الحلف، وأقول للسائل أن يرجع لأقوال الفقهاء في الطلاق، وأنه إذا طلق ولم يتزوج إذا قال إذا تزوجت فأنت طالق، أو كل من تزوجت فزوجتي طالق! إلى آخر التفريعات.