السبب الثالث: التكوين الشخصي: بعض الناس -بطبيعته الشخصية- طبيعته النفسية متطرفة أصلاً، تكوينه الشخصي لا يجيد الاعتدال، ولهذا قد تجده في حال الانحراف والضلال متطرفاً، وحين يستقيم ويصلح قد تجده يسير على نفس الخط، وتجد أمثال هؤلاء في مواقفهم الشخصية دائماً متطرفين، إذا أحب إنساناً مثلاً بالغ في محبته وتجاوز القدر، ثم بعد ذلك تحصل مشكلة فيبالغ في كراهيته والنفور منه، تراه يسلك طريقاً فيغلو فيه ويبالغ فيه، ثم يتجه إلى الطرف الآخر، ونلحظ في الساحة الفكرية أشخاصاً يتقلبون بين اليمين واليسار، وجزء من هذا يعود إلى تكوينهم الشخصي، لا يجيدون الاعتدال، فإما أن يقع في هذا الطرف أو يقع في الطرف الآخر، فبعض الناس أحادي العقلية حاد في مواقفه، في تصرفاته، صارم دائماً، وهؤلاء يصعب عليهم أن يعتدلوا، وكثيراً ما ينتقلون من تطرف إلى تطرف آخر، وينتقلون من غلو إلى غلو آخر.