أيضاً: من الأمور التي ينبغي أن نطرحها بين يدي الحديث عن الأسماء والصفات والتي تقودنا إلى مثل هذا الفهم الأوسع الأمر بالدعاء بها، فإن الله عز وجل قال:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}[الأعراف:١٨٠]، وأنتم تقرءون في القرآن الكريم عن جمع من أنبياء الله أنهم يدعونه عز وجل بأسمائه وصفاته.
وفي السنة النبوية فيما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية سواء مما دعا به صلى الله عليه وسلم أو أمرنا صلى الله عليه وسلم بالدعاء به نجد كثيراً من هذه النصوص فيها الدعاء بالأسماء والصفات، فمن ذلك قوله تعالى:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[الأنبياء:٨٣] وقوله: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[الأنبياء:٨٧]، وقوله:{إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}[آل عمران:٣٨] وقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}[آل عمران:٨]، وقوله:{رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ}[إبراهيم:٣٨]، وقوله:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة:٢٠١] هذه فيها دعاء بالأسماء والصفات؛ فالرب من أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته.
وأما الأدعية في السنة النبوية فهي كثيرة، منها مثلاً قوله:(اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك).