للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تشكيل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي]

الأمر الثاني أيضاً الذي يضعف هذه المؤثرات: أن نشكل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي، فأولادنا يبهرون بما يرونه خاصة من ولد منهم في مجتمعات المسلمين، وعاش فيها حتى بلغ سن الإدراك، ثم جاء إلى هذه المجتمعات فإنه يصدم بما يراه في واقع المجتمع الغربي، وهذه الصدمة قد تنتقل إلى تقبل القيم الغربية، وتقبل السلوك الغربي، وإلى إعادة مناقشة مسلمات موجودة عنده؛ لأنه رأى هذا الفارق الحضاري الهائل.

فالسعي إلى تشكيل اتجاهات سلبية نحو الواقع الغربي مما يقلل من تأثير هذه المؤثرات التي سيتعرض لها، ويكون ذلك من خلال نقد قيم الحضارة الغربية، فنتحدث نحن وإياه عنها وننقد هذه القيم نقداً علمياً موضوعياً، ليس مجرد الذم، وليس مجرد فقط الانتقاد، لا بد أن يكون النقد باللغة التي يفهمها، وباللغة التي يسمع لها، وأعتقد أننا نملك الوسائل الكثيرة التي نستطيع من خلالها أن نقنع أولادنا بذلك.

فمثلاً: التفكك الأسري أمر من أهم ما يميز الواقع الغربي، والأمة الإسلامية تعيش بخلافه، فالعيش هناك هو للمصالح المادية، فالناس يخدمونك ويتعاملون معك إذا كانوا يرجون من ورائك مصلحة مادية، وغياب قيم الإيثار كالكرم والشجاعة وغيرها من القيم الأصيلة التي تميل إليها النفس قبل أن تخاطب بالدين، وتسر بها، وتثني على أهلها، فعلينا بإبراز هذه الفوارق، وإبراز هذه القيم التي فقدها العالم الغربي، واجعل أولادك ينظرون إلى الوجه الآخر للعالم الغربي.

إذاً: إبراز الوجه الآخر: كالجريمة، والتفكك الأسري، والانحلال، كل ذلك يعطيه صورة أخرى غير صورة الواقع المادي الذي يبهره.