للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أعمال ميدانية في الدعوة إلى الله]

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

أما بعد: فهذه هي المحاضرة الثانية من الدروس التربوية التي اتفقنا أن تكون بمشيئة الله أول أحد من كل شهر، وبين يدي في الواقع بعض الأمور التي أود أن أشير إليها قبل البدء في المحاضرة، منها: أننا اقترحنا بعض البرامج في المحاضرة السابقة، وأفادني بعض الإخوة أنهم طبقوا بعض هذه البرامج، منها ما وردتني رسالة من أحد الإخوة قال: أولاً: وزعنا مجموعة أشرطة أو كتيبات فكانت ردة الفعل جيدة جداً بل ممتازة وجمعيهم يدعون للمهدي ويشكرونه ولم يشذ إلا واحد وضعها فوق لوح السبورة.

فهذا يذكر أن جميع طلاب الفصل عندما وزعت عليهم هذه الأشرطة شكروا وقدروا وأنهم كلهم استجابوا ما عدا شخصاً واحداً وضع هذا الشريط فوق لوح السبورة.

ويقول أيضاً: إنه كلم بعضهم عن بعض بالقضايا الأخلاقية التي كانت منه سراً فأبدى تجاوباً ملحوظاً وبعضهم كلم في المرة الأولى فلم يستجب فلما كلم مرة أخرى أبدى استجابة كبيرة جداً.

وأيضاً يقول: إنه جمع مبلغ مائة وعشرين ريالاً من أربعة أشخاص في الفصل واشترى بعض الكتيبات والأشرطة للفصل.

على كل حال أشكر الإخوة الذين قدموا هذا الشيء ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملهم خالصاً لوجهه، وفي الواقع ذكر لي أكثر من واحد من الإخوة أنهم طبقوا هذه الطريقة وكانت ناجحة، وأنا أذكرها من باب حث الإخوة جميعاً على المساهمة، فإن الأخ عندما يرى غيره قد عمل وقد كان لعمله نتيجة وثمرة فإن ذلك يدعوه لا شك إلى أن يعمل أكثر، فعندما يطرح اقتراح محدد يعطي دافعاً، لكن أن تعرض تجربة عملية قد طبقت فهذا يعطي دافعاً أكبر.

ومن هنا فأنا أحث الإخوة جميعاً على أن يحرصوا على ما يطرح من برامج أو أن يبتكروا برامج، وكذلك أحثهم على تزويدنا ببعض هذه النتائج مما له أثر طيب حتى تقرأ على الإخوة الحاضرين فيتشجعوا ويشعروا بأن هذه الأمور سيكون فيها إن شاء الله خير كثير.

هذا الدرس سنركز فيه على قضايا الشباب، ولكن هذا لا يعني أن نقتصر عليها وحدها؛ ولهذا رأينا أن يكون اسم هذه السلسلة: دروس تربوية.

وبين يدي مجموعة من الموضوعات تكاد تكون متكاملة وهذا لا يعني أنني أستغني عن مواصلة الإخوة ومشاركتهم لي بما لديهم، فلدي موضوع بعنوان: حتى نستفيد من خطبة الجمعة، وموضوع بعنوان: حصاد الأفلام، وموضوع بعنوان: سد ذرائع الفاحشة، وموضوع بعنوان: إذ تلقونه بألسنتكم، وموضوع: الشباب والمشكلات، وموضوع: عدم الثقة بالنفس، وموضوع: من آفات النجباء، هذه كلها موضوعات تكاد تكون شبه متكاملة، لكني أطلب من الإخوة أن يواصلوني ويعطوني مما لديهم من أفكار أو معلومات، وخاصة في الموضوعين الأولين: حتى نستفيد من خطبة الجمعة، وموضوع: حصاد الأفلام، فلدي رصيد طيب من المقالات والإحصائيات وغيرها، لكن إذا كان أحد من الإخوة لديه أي معلومات حول الموضوع أو مقترحات فيزودنا بها؛ لأن المقصود هو فائدة الجميع.

وكذلك أيضاً إذا كان أحد الإخوة يقترح موضوعاً معيناً أو بعض الأفكار التي يرى طرحها ولو ضاق عنها هذا الدرس فإننا يمكن أن نطرحها في محاضرة أخرى، أو يستفاد منها في مناسبة أخرى.

هذا الموضوع التي سنتحدث عنه هو درس في العفة، وفي الواقع إن من أشد ما يعاني منه الشباب -خاصة في هذا العصر- مشكلة الشهوات، ومشكلة هذه الشهوة العارمة مع انتشار بواعث الفتنة والمثيرات وتنوعها وكثرتها، وفي خضم مثل هذه المثيرات وهذه الفتن يبقى الشاب صريعاً بين وازع الخير والإيمان والتقوى الذي يدعوه للعفة والمحافظة وبين الاستجابة لنفسه الأمارة بالسوء وهذه الغرائز.

وهذا الموضوع لي معه قصة قديمة: فقد كنت ألقيت محاضرة قبل سنوات بعنوان: الشباب والشهوة، ثم بعد ذلك أصدرت كتيباً وكان عنوانه: أخي الشاب كيف تواجه الشهوة، وبعد أن أصدرت هذا الكتيب وردت إلي رسائل كثيرة جداً، رسائل بريدية وأحياناً مكالمات هاتفية من كثير من الشباب يعرض مشاكل كثيرة حول هذا الموضوع مزعجة، ومنها رسائل أتتني من خارج المملكة، أما من خارج مدينة الرياض فهي كثيرة جداً ويكاد يكون بمعدل رسالة أو رسالتين أسبوعياً منذ أن صدر الكتاب إلى الآن، وأحرص أن أرد على كل رسالة ترد إلي ولو تأخرت في ذلك، ولكن في الواقع هذه الرسائل وتواليها أعطاني شعوراً بأن الموضوع ذو أهمية، وما كنت أظن أنه سيبلغ هذا الصدى وهذا الأثر عندما طرقته مما يشعر بأن الشباب لا يزالون يحتاجون وأن الشباب فعلاً يعانون من هذه المشكلة.

وهناك رسائل مؤثرة ومؤلمة في الواقع ولكن المشكلة أن الكثير من الشباب عندما يبعثون لي بالرسالة يقول: أرجو أن لا تقرأ هذه الرسالة في محاضرة أو تذكرها في كتاب، مع أني لو قرأت جزءاً منها فإنني لن أشير من قريب ولا بعيد إلى واقع مثل هذا الشاب، لكن من حقه علينا ما دام قد طلب منا هذ