للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تعليق تمائم من القرآن]

وهنا قد يقول قائل: وإذا عُلّقت تميمة من القرآن كما يفعل البعض حينما يكتبون آيات من القرآن ويخيطونها بقطعة قماش أو نحو ذلك ويعلقوها على صدر الطفل أو في كتفه أو غير ذلك، والذي يظهر وإن كانت المسألة فيها خلاف أن مثل هذا الأمر لا يجوز لعدة أمور: الأمر الأول: أنه بدعة لم يفعله السلف رحمهم الله تعالى.

الأمر الثاني: أنه ذريعة إلى الوقوع في المحرم؛ لأن تعلق النفس بهذا الأمر يُضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى ولربما لو حدث لهذا الطفل مرض لقيل ما نفعت ائتونا بتميمة أخرى! وهكذا، وما أضعف نفوس الوالدين أمام مرض ابنهم وخاصة الأم، فلربما أدى بهم إلى أن يقعوا فيما هو محرم صُراح.

الأمر الثالث: أن وجود الآيات القرآنية على كتف الصبي أو في صدره أو نحو ذلك يؤدي إلى امتهان القرآن، فإنه يدخل به دورات المياه، وإذا تعلقت النفوس بهذه التميمة فإن الأم لا تستطيع أن تفكها ولو لحظات، وظنت أنها لو أزالت هذه التميمة التي هي من القرآن عن ابنها وهو داخل الحمام فلربما أدى به إلى أن يصاب بأذى، فتضطر إلى أن تدخل مثل هذا الأمر الذي فيه كلام الله سبحانه وتعالى إلى الأماكن التي يجب أن ينزه القرآن منها؛ لهذه الأسباب فإن مثل هذا الأمر لا يجوز.