للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة إلى كسر الحواجز بين الملتزمين وغيرهم]

إذاً: فنحن بعد أن أدركنا هذا النتاج، وبعد أن أدركنا تلك المقدمات كلها بحاجة إلى أن نسعى إلى كسر الحواجز، ووالله حين نكسر هذه الحواجز ونحطمها، فإننا بإذن الله عز وجل سنرى نتاجاً أكبر، وسنرى إن شاء الله جهوداً خيرة قد أثمرت، وسنرى الاقتراب.

لقد تضاعف عدد المسلمين الذين أسلموا بعد صلح الحديبية، فإن الذين أسلموا بعد صلح الحديبية إلى فتح مكة كانوا مثل الذين أسلموا منذ أن جاء الإسلام إلى صلح الحديبية، بل كانوا أكثر، والسبب في ذلك -كما يقول أهل السير- أن صلح الحديبية كان مجالاً للقاء والمناقشة والدعوة، وكانت هدنة أوقفت الحرب، فصار مجالاً لنشر الدعوة واللقاء، مما زاد من عدد المهتدين والداخلين في دين الله عز وجل.

وحين ندعو إلى كسر الحواجز فإننا ندعو الطرفين جميعاً، ندعو الشاب الملتزم لأنه هو الذي يحمل الهمة العالية، ويرى أن هذه الدعوة وظيفته، وأن هذه الدعوة شغله الشاغل، وأن هذه الدعوة هي همه وهي حياته.

وندعو الشاب غير الملتزم ونقول له: إن الشاب الملتزم قد فاقك في سلوك طريق الخير، والاستقامة، وقطع خطوة، وله حسنات، ولعلك تبادر وتقطع هذه الخطوة، فتكون أنت السابق ولو على الأقل في هذا الميدان.

إننا ندعو الجميع أن يساهموا في إزالة هذه الحواجز، وأن يساهموا في ردم هذه الخنادق، وبناء الجسور على مثل تلك الهوة التي كانت حاجزاً ومانعاً عن كلمات صادقة كان يمكن أن ينفع الله بها الكثير.

معشر الشباب! إنها دعوة صادقة وملحة إلى كسر هذه الحواجز وتحطيمها وإزالتها، فنفتح صفحة من الحوار والنقاش والمجادلة بالتي هي أحسن: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:١٢٥].