للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الالتزام الشكلي وعدم العمل للدين]

السؤال

مشكلة تظهر في الشباب، ألا وهي كثرة الشباب الملتزمين شكلاً، ولكنهم باردون، بل الأكثر لا يختلفون عمن سواهم في العمل للإسلام والحماس له إلا القليل، فضيلة الشيخ! أرجو توضيح السبب في ذلك، مع العلاج، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

هذه الذي سبق أن أشرت إليها هي قضية الغثائية، يعني أن فئة من الشباب يلتزم التزاماً ظاهرياً، وليس هو منافقاً، لكنه غير جاد، لا يقدم للإسلام شيئاً، ولا يشعر بقيمة التزامه.

ومن الأسباب لذلك، أولاً: عدم القناعة، فليس عنده قناعة بأن هذا طريق لابد أن يسلكه، وليس عنده معرفة تامة بطريق الهداية وطريق الضلال.

أيضاً: ضعف الإيمان الذي يدعو الإنسان إلى مثل هذه الأعمال.

كذلك التربية: أحياناً يكون مع بعض الشباب الذين يضيعون الوقت كثيراً ويربون على مثل هذا الأمر، يذهبون ويأتون في لقاءات، وعندهم كثرة هزل وكثرة عبث ولهو، فهذه الأمور لا تربي أناساً جادين، وإنما تخرج أمثال هؤلاء.

وهناك عامل آخر، وهو انتشار الصحوة، فإنه يساعد على وجود مثل هذه النوعيات، فإذا كان الملتزمون قلة يصبح الملتزم غريباً نادراً، ولذلك لا يلتزم إلا عن قناعة، لكن عندما ينتشر الأمر يسلك هذا الطريق كل إنسان، ولذلك تجد الذين دخلوا في الإسلام أول الأمر كانوا أناساً أقوياء وثبتوا وما ارتدوا، أما بعد ذلك فقد ارتد الكثير ممن دخلوا في الإسلام.

العلاج لذلك باختصار: هو أن نشعر بأهمية هذا الطريق وحاجتنا إليه، وأن القضية قضية مستقبل، وقضية إيمان، وأن نرى واقع الأمة الآن، وأنه لا يسمح لنا بأن نقضي أوقاتنا في العبث واللهو وإضاعة الأوقات، بعض الشباب الطيبين يقضون ليلة كاملة، بل ليالي عديدة، مرة عند فلان ومرة عند فلان، ومرة يذهبون هنا وهناك يضيعون أوقاتهم، والوقت لا يحتمل، وواقع الأمة كلها لا يحتمل، وتخيل هذه الساعة نضيعها على فلان، ونضيعها على فلان، اجمع هذه الساعات كلها وتخيل الأوقات الهائلة التي تضيع على الأمة في مرحلة هي أحوج ما تكون إلى أبنائها، فعندما ندرك واقع الأمة ودورنا جميعاً في إنقاذ الأمة أظن أننا ننظر إلى حياتنا وتربيتنا نظرة أخرى تختلف عما نحن عليه.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم جميعاً بما نسمع، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكم، وشباب المسلمين، وأن يصد عنهم الفتن.

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.