للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اعتزال الساحة الدعوية لما فيها من خلاف]

السؤال

هذا سؤال طويل حول قضية الخلافات في الساحة الدعوية، ثم يقول: رأيت أن أعتزل الجميع، فهل عملي هذا تورع مشروع؟

الجواب

لا، بل هذا من مداخل الشيطان، إذا وصل الإنسان إلى حالة اختلطت فيها الأمور عليه فصارت في ليل مدلهم لا إذا أخرج يده لم يكد يراها، حينها يمكن أن يعتزل.

أما هذه فعليه أن يتبع أقرب الناس إلى الحق، ويسدد ويقارب، أما اعتزالك هذه الميادين الدعوية، واعتزالك من مشاركة أمور الخير، فهو مدعاة لأن تترك الصلاح، وتفوت عنك أبواب كثيرة من أبواب الخير.

وقد ترى أموراً عند بعض الناس لا تقرهم عليها، مثلاً: يأتينا شخص يعيش في بلاد بعيدة عندهم مخالفات وعندهم بدع، ويسألنا عن عمله هناك في جماعة فيها خير وفيها صلاح لكن عندهم مخالفات وعندهم أخطاء، فنقول له: شاركهم واعمل معهم، واجتنب ما عندهم من الأخطاء، لأنه لا يوجد البديل، وعندما يبقى لوحده يمكن أن يضيع وتتخطفه الشهوات، ولذا يحتاج الإنسان إلى من يعينه حتى يجتنب ما يرى أنه مخالفة شرعية.

وعملك مع هؤلاء ومشاركتك معهم لا يعني أن توافقهم في كل صغيرة وكبيرة.

ونكتفي بهذا القدر، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من المتورعين الصالحين المتقين، إنه سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب.

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.