[الأساليب التي يلجأ إليها المربي لتحريك الطاقات وتوظيفها عند تلاميذه]
السؤال
من كان قائماً ومربياً على جيل يعد للدعوة ولحمل هذا الدين فكيف يحرك ما به من طاقات ويوظفها التوظيف الصحيح؟
الجواب
هناك عدة أساليب لعلنا نشير إلى بعضها باختصار، منها: أن نربي عند الناس أن يحملوا في قلوبهم الغيرة على دين الله سبحانه وتعالى، وأن تكون الدعوة إلى الله عز وجل هماً لهم، وأن تصبح هي الهاجس الوحيد والهدف الذي يتطلع إليه، وهي قضية القضايا عنده، وهذا شعور يجب أن نحاول وأن نجتهد في أن نغرسه عند كل مسلم، أن يشعر بأن الأمر الذي ينبغي أن يسعى إليه هو هذا الدين ونصرته، وأن يتيقن أننا الآن لسنا في مرحلة أن الإنسان يبدأ يباري غيره في الشهرة أو في المال أو في الثراء أو في تحقيق الشهوات، فالأمة الإسلامية تعيش في مرحلة حرجة -بل وأسوأ من الحرجة- وهي بحاجة إلى أن تستنفر الطاقات، فنربي عندهم هذا الشعور؛ أن يشعر بالغيرة، وأن يشعر بالواقع المر، وأن يشعر بأنه هو وغيره هم أداة التغيير، وأن هذا الواقع لن يغيره إلا الناس.
ثم بعد ذلك أيضاً من الوسائل: ذكر النماذج التاريخية السابقة كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الشباب وغيرهم من الجيل السابق.
كذلك أيضاً من الوسائل: التربية العملية، وذلك بأن يدفعه ويعطيه خطوات عملية، مثلاً: هذا إنسان عنده قدرة على الخطابة والإلقاء فعلي أن أبدأ بتعويده على إلقاء كلمات أمام زملائه في الفصل، أو أمام زملائه في أي لقاء آخر، حتى يتقوى ويبدأ في إلقاء كلمات في مساجد نائية، وإذا وجد إنسان أشعر أن عنده قدرة على القيادة والمسئولية فأبدأ أحمله مسئوليات بسيطة في البداية، ثم أتدرج به حتى يكون مؤهلاً، فهذه هي التربية العملية، ثم التربية العملية هي من أفضل وسائل الإقناع، فقد يكون الشاب عنده قدرات مدفونة لكنه لا يشعر بها، وعندما أضعه في الموقع المناسب وينجح في أداء الدور المناط به يقتنع حينئذ أنه قادر.