الأسلوب الثالث: هو الأسلوب المعاكس، تضخيم الفساد والانحراف: فعندما تتحدث مع بعض الناس سيذكر لك ألواناً من الفساد والانحراف الواقع في المجتمع، ثم يقرن هذا بضآلة الجهود المبذولة للدعوة، وهي جهود محدودة، ماذا تصنع أنت؟ تأتي مثلاً تلقي محاضرة، أو خطبة، أو تتكلم مع الطلاب في الفصل وتلقي عليهم كلمة وموعظة وقد يتأثر الجميع، ولكن هذا يذهب إلى المنزل فيرى التلفاز، يرى الفيديو ويهدم في دقائق كل ما بنيته، يذهب مع زملائه في الحي، أو مع زملائه في المدرسة أو حتى مع بعض أقاربه فيُهدم كل ما بنيته، واتسع الخرق على الراقع، والقضية لن يحلها إلا أمر بقدر الله سبحانه وتعالى، فيبدأ يتحدث لك عن ألوان الفساد، والانحراف، الفساد الموجود، والفساد القادم بصورة تجعله يائساً من أن يقدم أي عمل، ويرى أن أي عمل نتائجه محدودة، وحتى لو فرضنا أننا قدمنا عملاً وعملنا جهوداً وأنتجت فسرعان ما تزول هذه النتائج ويُقضى عليها.