للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة لمن يترك الاستقامة ثم يعود مرة أخرى وهكذا]

السؤال

أنا شاب التزمت منذ زمن ليس ببعيد ثلاث مرات، ثم تركت الالتزام، وأنا أريد أن أتوب هذه المرة، فهل تقبل لي هذه التوبة؟ وكيف أتوب؟

الجواب

نعم تقبل هذه التوبة، لكن هل ستستمر أم لا؟ فهذه هي القضية، وإلا فما الذي يمنعك من التوبة، يا أخي! الله عز وجل قبل توبة من أشرك، ودعا إلى التوبة من فعل الفواحش، بل دعا إلى التوبة المنافقين، بل دعا إلى التوبة الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:٧٣ - ٧٤].

يا أخي! لقد دعا الله الذين فعلوا الفاحشة، ودعا الذين قتلوا النفس بغير حق، ودعا الذين وقعوا في الشرك، ودعا المنافقين، ودعا الكفار، ودعا الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، ودعا الذين تجرءوا على الله، وسبوا الله عز وجل إلى التوبة، وقال: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:٧٤].

فليس هناك شيء يحول بينك وبين التوبة، لكن أنا أريد منك أن تفكر تفكيراً آخر وأن تسأل نفسك: ما هي الأسباب التي جعلتك ترجع ثلاث مرات؟ ثم انتبه أن تكون هذه المرة هي الرابعة ثم تطرح هذا السؤال مرة أخرى علي أو على غيري: إني التزمت أربع مرات! فأقول: إن قضية التوبة لا تحتاج إلى تفكير ولا نقاش، فهذه القضية مفروغ منها، فكل من تاب تاب الله عليه، لكن القضية هي: كيف تحل المشكلة هذه التي تجعلك تعود إلى طريق الضلالة مرة بعد أخرى.