للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تأثر الأبناء بمخالطة أقاربهم]

السؤال

من الأسباب التي تفسد أخلاق الأبناء والشباب والفتيات عدم اهتمام الآباء في مخالطة أبنائهم وبناتهم من الأقارب حتى وإن كان خلقهم سيئاً، فما داموا أقارب فلا يهتم بأخلاقهم وسلوكهم، أرجو التنبيه على هذه النقطة؟

الجواب

المشكلة أحياناً أن بعض الآباء ينظر إلى الابن من خلال والده، فعندما يصاحب ولده ولداً آخر يسأل الوالد عن هذا الولد فيقال: ابن فلان، فيرتاح لذلك نظراً إلى أن أب الولد رجل صالح، وهذا لا يكفي، أليس نوح عليه السلام كان له ابن كافر أغرقه الله عز وجل؟ إذا نظر أحد إلى ابن نوح على أنه ابن نوح وابن رسول الله، وابن واحد من أولي العزم سينظر له لا شك نظرة خاطئة، وكم يرتكب هذا الخطأ في موضوع الزواج، وذلك عندما يتقدم شخص إلى الخطبة، فيقال هو ابن فلان أو العائلة الفلانية وهي عائلة معروفة بالخير والاستقامة والصلاح، فسلا يسأل عنه هو، وكأن هذا الأب سيزوج عائلته أو سيزوج والده، وهذه من الأخطاء التي نقع فيها.

الذين نختارهم لصحبة أبنائنا أو صحبة بناتنا يجب أن نسأل عنهم هم، ونعرف أحوالهم هم لا أن نعرف أحوال آبائهم، وقد يكون الأب صالحاً وخيّراً لكن ما استطاع إصلاحه، وإنك لا تهدي من أحببت، أو قد يكون صالحاً وخيّراً لكن لم يحسن التربية، فليس بالضرورة أنه حينما يكون الأب صالحاً سيكون الابن صالحاً، وإن كان في حالات كثيرة لا شك أنه يترك أثره على أولاده.