لا يتبعني أحد من هؤلاء، يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة في الصحيحين: عن يوشع بن نون أنه عندما أراد أن يغزو ببني إسرائيل القوم الجبارين خطب فيهم فقال: (لا يتبعني منكم رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبني بها) يعني: إنسان خطب وتزوج وعقد ولم يدخل بامرأته، (ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنماً أو خلفات وهو ينظر ولادها) ثم ذكر الحديث، فلما وصل قريباً من العصر وسيصبح على يوم السبت قال للشمس:(أنت مأمورة وأنا مأمور) فحبس الله له الشمس حتى فتح الله له القرية.
إنه رجل فعلاً ربى أصحابه تربية جادة، فليس لديه مجال للذي يذهب للغزو وهو يفكر في زوجته، أو يفكر في البيت والأغنام والإبل والماشية، في التجارة، في المؤسسات، فهذا ليس له مكان، فهو يريد رجلاً جاداً فعلاً، ولذلك فتح الله على أيديهم.