للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تجاوز الاهتمامات الفارغة]

عاشراً: من إيجابيات هؤلاء أن اهتماماتهم تجاوزت اهتمامات الناس الفارغة.

ما هي القضايا التي تسيطر على هم المسلمين صغاراً وكباراً شيباً وشباناً؟ إنها قضية الدينار والدرهم، إنها قضية الشهوة، قضية اللهو، قضية العبث الفارغ.

أما هذا الجيل المبارك فهو يحمل هماً آخر ويحمل قضية أخرى، إن القضية التي تقلقه وتشغل باله، هي أنه كيف يستقيم على طاعة الله تبارك وتعالى، كيف يحفظ كتاب الله؟ كيف يحصل العلم الشرعي؟ كيف ينفع المسلمين؟ كيف يدعو إلى الله تبارك وتعالى؟ وهو من أعظم الإنجازات، حين يجتاز هؤلاء ما يهتم به سائر المسلمين والمسلمات ممن لم يسلكوا هذا السبيل ويسيروا في هذا الطريق، ولسان حال أحدهم يقول: يا قوم أنتم في واد وأنا في واد، يا قوم لكم هم ولي هم آخر، لكم شأن ولي شأن آخر، وهذا جدير بهم أن يكونوا ممن يقول يوم القيامة لله تبارك وتعالى حين يسألون: قد مضى الناس ولم تمضوا، فيقولون: فارقنا الناس في الدنيا ونحن أحوج ما نكون إليهم، وهانحن نفارقهم يوم القيامة أحوج ما يكون الناس إلى ذلك، فنحن ننتظر ربنا تبارك وتعالى، كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل.