للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المقارنة بين استغلال الوقت بالحفظ واستغلاله بحضور المراكز الصيفية]

السؤال

المراكز على الأبواب وفيها الغث والسمين، وأرى من نفسي -ولله الحمد- أنني إذا تفرغت أستفيد من وقتي قراءة وحفظاً أكثر بأضعاف مما أستفيد من المركز، فما ترى؟

الجواب

أولاً: ليس صحيحاً أن القراءة والحفظ هي وحدها الاستفادة من الوقت، بل مثل هذه المراكز يمكن أن نقول إن فيها بعض الأخطاء، فهذا طبيعي، وهذا جهد بشر، لكن أعتقد أن العبارة فيها نوع من التجاوز أن فيها الغث والسمين، باعتبار أنها مضيعة للوقت.

يا أخي! اجعل هذه في مقابل النوادي الرياضية، أو في مقابل الشباب الذين يضيعون أوقاتهم في الشوارع أو هنا وهناك، فأنا أعتبر أنها فرصة كبيرة لاغتنام أوقات الشباب وحمايتهم، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه المغريات والملهيات.

وأنت حينما تأتي لمثل هذه المراكز أو الأنشطة أو غيرها، قد لا تستفيد استفادة مباشرة، وقد تكون لو تفرغت استفدت أكثر من وقتك، لكن -يا أخي- عندما تعين غيرك على الاستفادة من وقته فتحضر فهذه استفادة كبرى، وهذا توظيف للوقت في الدعوة إلى الله عز وجل.

فمعيار الاستفادة من الوقت ليس في كم تقرأ وكم تحفظ، إنما هذا الوقت الذي قضيته حين تسأل عنه يوم القيامة، فهل ترى الإجابة أنها ستكون منجية لك عند الله أم لا؟ أنا أعطيك مثالاً: هذا الوقت الذي قضيناه في إلقاء هذا الدرس، كان يمكن ألا ألقيه عليكم، وأن أغتنمه في حفظ أو قراءة، لكن لا أشعر أني لو جلست أحفظ لاستفدت أكثر، بل أشعر أني حينما ألقي الدرس أستفيد أكثر، من خلال أن القضية ليست في كم تقرأ وكم تحفظ، إنما هذا الوقت الذي قضيته هل قضيته فيما ينفع أم لا؟ ومعيار الفائدة له اعتبارات كثيرة، واعتبارات شرعية، وليس مجرد الفائدة الشخصية التي تراها أنت.