كيفية التعامل تربوياً مع القوافل الكثيرة من التائبين
السؤال
لقد أشرت في حديثك إلى وجود الأعداد الكبيرة من التائبين، وأن هؤلاء بحاجة إلى التربية، فما هو الحل لإعداد التربية الكافية لهذه القوافل، مع قلة عدد المربين، ألا ترون أن هذا بحاجة إلى توحيد جهود العلماء والدعاة وطلبة العلم والمربين لإعداد هذه التربية؟
الجواب
نعم، أقول: إنها مشكلة يجب أن نعتني بها، لكن هنا سؤال يفرض نفسه: ما مدى الآن شعورنا بهذه المشكلة والحديث عنها؟ نحن نتحدث كثيراً عن التائبين والمقبلين على الله عز وجل، لكن هل نسمع الحديث عن كيف نتعامل مع هؤلاء؟ كيف نربي هؤلاء؟ قلما نسمع الحديث عن ذلك، ولو اعتنينا به وتحدثنا عنه، وبحثنا مثل هذه القضايا؛ لوصلنا إلى بعض النتائج.
أستطيع أن أقول باختصار: أولاً: لابد من إيجاد محاضن تربوية للشباب، من خلال المدارس، ومن خلال الأحياء، ومن خلال حلقات القرآن، ومكتبات المساجد، وحلقات العلم، محاضن تربوية تأخذ وقتاً طويلاً من الشاب وتربيه من كافة الجوانب، فتحتضن عدداً من هؤلاء.
أيضاً لابد من الارتقاء في المستوى التربوي من خلال خطبة الجمعة، فلابد أن تكون خطبة الجمعة خطبة مدروسة، ويسعى فيها الخطيب إلى أن يربي المجتمع، فلا تكون مجرد خطبة مرتجلة، ومن خلال الفصل والأستاذ في الفصل أيضاً يجب أن يمارس التربية، ومن خلال المحاضرات والدروس، فلا يسوغ أن يكون خطابنا للناس في هذه القنوات من المحاضرات والدروس والخطب مجرد خطاب عاطفي، أو تكراراً لقضايا معينة، بل يجب أن نرتقي بمستوى أسلوبنا، فعلى الأقل هذه تختصر لنا بعض الخطوات، ويمكن أن تسد قدر من الخلل الذي نعاني منه مع مثل هذا التيار.
وأقول: إن القضية تحتاج إلى دراسة، وتحتاج إلى عناية، وتحتاج إلى أن يتحدث عنها الكثير، ولا يمكن أن يكون مثلي يضع الحل الناجع لمثل هذه القضية في مثل هذه العجالة.