للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من الحور بعد الكور]

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

أما بعد: ففي بداية هذا اللقاء أشكر الإخوة القائمين على هذا المركز على حسن ظنهم ودعوتهم لأتشرف باللقاء بإخواني وأحبابي الشباب، وقد سرني كثيراً أن أرى مثل هذا العدد في مثل هذه المدينة يجتمع في مثل هذه المراكز الصيفية.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب القائمين عليها، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم يلقونه.

موضوع محاضرتنا -أيها الإخوة- هو: الحور بعد الكور.

ولعل الكثير يتساءل عن العنوان ومدلوله، وقد وقع اختياري على هذا العنوان؛ نظراً لأنه كان دعاءً يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال)، والحديث رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه.

وفي رواية أخرى: (الحور بعد الكون).

إذاً: فالحور بعد الكور أمر كان يستعيذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، ما معنى الحور بعد الكور؟ الحور: يقول صاحب لسان العرب: يقال: حار إلى الشيء وحار عنه، أي: رجع إليه ورجع عنه، فالحور إذاً هو الرجوع إلى الشيء أو الرجوع عن الشيء.

أما المقصود بهذا الدعاء في الحديث فيفسره الإمام الترمذي رحمه الله وهو أحد الذين خرجوا هذا الحديث: بأنه الرجوع من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية.