للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نحن مسئولون عن هذا الواقع الذي وصلنا إليه]

إن هذه السنن معشر الإخوة الكرام! تعطينا نتائج مهمة جدير بنا أن نتأملها وأن نعيها ونحن نتطلع للإصلاح والتغيير: النتيجة الأولى: أننا نحن المسئولون عن هذا الواقع، وأن الأمة إنما أوتيت من داخلها، فليس الكيد الخارجي والتآمر، وليس فلان أو فلان هم المسئولون عما حل بالأمة، بل نحن المسئولون عما حل بنا، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الأنفال:٥٣]، فالحال التي وصلنا إليها والواقع المر الذي نعانيه ونعيشه الآن إنما هو نتيجة للتغيير الذي غيرناه بأنفسنا حتى حل بنا ما حل.

فلنكن صرحاء مع أنفسنا ولا نحيل مشاكلنا على غيرنا، ولا نتهم بمشاكلنا ونحمل المسئولية من لا يحتملها، فنحن وحدنا نتحمل كل المسئولية، فكل ما حل في مجتمعات المسلمين من بعد عن دين الله، ومن تخلف، ومن جهل، ومن أمية، ومن فقر، ومن معاناة، ومن حروب، ومن بأس, كل هذه الظواهر التي تعاني منها الأمة إنما هي نتيجة منطقية لما كسبت أيدينا، ونتيجة لما بأنفسنا، فلا نحمل مسئولياتنا غيرنا، ولا نبحث عن شماعة نعلق عليه أخطاءنا، إن هذه سنة الله تبارك وتعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:١١].