جانب آخر يبرز أهمية الدعوة في المدرسة، قضية كثرة عدد الطلاب، فعندما تأتي إلى المدرسة المتوسطة تجد فيها أربعمائة طالب، أو خمسمائة طالب، أو ستمائة طالب، والمدرسة الثانوية كذلك، فاحسب مجموع الثانويات، ومجموع المتوسطات والكليات، تجد أن عدد الدارسين عدد هائل.
فنحن الآن عندما نعتني بهذا الجانب، فنعتني بالدعوة في المدارس، لا نعدم أن نجد في كل مدرسة ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين أو أكثر من الشباب المتحمسين للدعوة، والذي عنده استعداد عندما تطرح له برامج في الدعوة يقوم بها، فعندما يكون عندنا في كل مدرسة عدد من الشباب يتحرك ويعمل ويدعو، فسنتعامل مع قطاع عريض جداً من قطاعات المجتمع، وقطاع كبير جداً.
فأنت في المدرسة عندك ثمانمائة طالب، أو ستمائة طالب، أو أربعمائة طالب، أو مائة طالب، فعندما يشعر الطالب أن عليه دوراً كبيراً في هذه المدرسة، وكذلك الأستاذ، فعندي في المدرسة عشرون طالباً مستقيماً يتحمس للدعوة يكفيني هذا العدد، وعندي ثلاثة أساتذة أو حتى أستاذ واحد يشعر بأن عليه دوراً في الدعوة وتوجيه الطلاب، ونشعر بأن وظيفتنا الأساسية ودورنا الأساسي، وأحق المواقع بنا وبدعوتنا هو دعوتنا من خلال المدرسة.
أتصور أنه عندما توجد عندنا هذه النظرة، ونبذل هذا الجهد ونعتني به، أننا سننتج كثيراً؛ لأننا سنتعامل مع قطاع عريض جداً من قطاعات المجتمع، ومهما كانت المحاضرات التي في المساجد لكنه لا يحضرها إلا فئات خاصة من الناس، والأمور العامة لا يحضرها إلا فئات خاصة من الناس، أما المدرسة ففيها كل من يقع داخل هذا السن من سن ست سنوات إلى سن اثنين وعشرين غالب الشباب لهذا السن هو موجود في هذه المدارس، فسنتعامل مع فئة كبيرة جداً من قطاعات المجتمع.