أخيراً: أد شكر هذه النعمة: هذه نعمة منَّ الله بها عليك فأد شكرها، من خلال: أولاً: ما ذكرناه من الاعتراف بالفضل للمنعم، فإنه من أكبر النكران لأي معروف وأي نعمة ألا تعترف بالفضل له، فأنت -مثلاً- قد تقدم خيراً لإنسان ثم يقول: أنت لم تفعل شيئاً، وما قدمت لي شيئاً، فتشعر أن هذا أكبر نكران يمكن أن يقوم به، قد لا تطلب منه أحياناً جزاءً ولا شكوراً، لكن عندما تشعر أنه قد أنكر جميلك فأنت تشعر أن هذا من عدم الوفاء.
ولله المثل الأعلى، فإنه لا أحد أحب إليه الثناء من الله عز وجل، فيجب أن تعترف اعترافاً داخلياً بقلبك وبلسانك أن صاحب الفضل والنعمة والمنة هو الله سبحانه وتعالى.
ثم الحمد والثناء باللسان، بأن تحمد الله بلسانك، وتثني عليه، فالله يحب الثناء، ولهذا أثنى على نفسه، ولا أحد أحب إليه الثناء من الله سبحانه وتعالى.
ثم بعد الاعتراف، وبعد الحمد والثناء، الخطوة الثالثة: أن تسعى في نقل هذه النعمة للآخرين، بالدعوة والنصح والتوجيه، وأن تقول للآخرين: ها أنا الآن عشت تلك التجربة، وها أنا سلكت هذا الطريق، ومن الله علي بسلوك هذا الطريق والعودة إليه، فهلم إلي، فأنا قد جربت ما أنتم عليه، وجربت هذا الطريق بكل ما فيه، واقتنعت قناعة تامة أن الحق هنا، فهلم إلي.
الشاهد: أنه من شكر الله عز وجل لنعمة الهداية أن يسعى الإنسان لنقلها للآخرين، من خلال النصيحة، والدعوة، ومن خلال استخدام تجربته السابقة، فيقول: أنا كنت على مثلما أنت عليه، وما وجدت والله اللذة، ولا وجدت الطمأنينة، ولا السكون، ولا الراحة، إلا في هذا الطريق الذي سلكته.
نكتفي بهذا القدر، ونترك بقية الوقت للإجابة على بعض الأسئلة.