العلاج لذلك الرقابة الشديدة على القلب وأنت تعمل هذه الأعمال التي تخشى من الرياء فيها، ومقتضى ذلك أن توقن يقيناً تاماً أن هؤلاء الناس لا يستطيعون أن ينفعوك بشيء، ومن ثم فإنك إذا راءيتهم خسرت الآخرة فلا ثواب لك، وخسرت الدنيا أنك لم تعمل هذا العمل لوجه الله تعالى، فلم ينفعك عملك في زيادة إيمانك وفي تقوية قلبك، ومن هنا فإنني أقول: يا أيها الأخ العزيز إذا خشيت من هذا فعليك أن تعالج نفسك بنفسك من خلال أمور: الأول: أن تحرص كثيراً على أن تكون عباداتك الخاصة لوحدك، كالعبادات التي هي نوافل.
الأمر الثاني: أن تجاهد نفسك عند عمل الطاعة إذا كان لا بد من عملها أمام الناس، فتجاهد نفسك ولا تستتر للشيطان، فإن الشيطان قد يأتيك ويقول لك: إنك ترائي، فعليك أن تراغمه وأن تستمر في عبادتك.
الأمر الثالث: أن تدعو ربك سبحانه وتعالى أن يعصمك من مثل هذا الأمر، وأنا أخشى أن يكون مثل هذا وهماً، أعني أن الشيطان يريد أن يفسد عليك عباداتك فيقول لك: إنك ترائي، ويريد أن يُفسد عليك العبادة حتى تتركها أو حتى تتخلى عن الصالحين ولا تجالسهم فالأولى مراغمة الشيطان وأن تحرص كل الحرص على أن تُحضر قلبك ليكون مخلصاً لله تعالى في هذه العبادة، والله تبارك وتعالى يتولاك.