إن المدرسين لهم دور في هداية الشباب المنحرف؛ لكن لا نرى ذلك في المدرسين وخاصة الملتزمين.
الجواب
لا شك أن هنا تقصيراً واضحاً حول هذا الأمر -وأتهم نفسي أولاً- فالأستاذ له دور كبير في توجيه الطلاب، ومن هنا أخاطب إخواني وزملائي أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الطلاب الذين هم أمانة بين أيديهم، وأن يعرف المدرس أن هذا الطالب يعاني من دواعي ومثيرات الفتنة التي قد تكون في بيته، ويعيش جحيم الشهوات، فينبغي أن يكون خير معين له على الثبات، ويحرص على توجيه الطلاب وهدايتهم فلعل الله سبحان وتعالى أن يمن عليه فيهدي الله عز وجل على يديه واحداً من هؤلاء، ولو تكاتف الإخوة الأساتذة الأخيار واجتهدوا فعلاً ووجهوا جهودهم في توجيه الشباب وعنايتهم لحصل من ذلك خير كثير.
ولا شك أننا أيضاً لا نظلمهم ولا نبخسهم حقهم، فالكثير الآن مما نراه من هؤلاء الشباب الأخيار الكثير هم من جهود أمثال هؤلاء ولكني أقول: إن دور الأستاذ ومسئوليته مسئولية عظيمة وأمانة في عنقه تتخرج من أمامه أجيال وللأسف يأتي الطالب أمام الأستاذ قد يدرس عنده سنة كاملة أو سنتين أو حتى ثلاث سنوات ومع ذلك لم يسمع منه إلا الحديث عن الفاعل والمفعول والحال والتمييز، أو لم يسمع عنه إلا الحديث عن الدوال والمتباينات وغيرها، حتى أحياناً أستاذ المواد الشرعية قد لا يسمع منه إلا حديثاً عن أحكام وقضايا مجردة، أما أن يخاطب الشاب بواقعه أن يخاطب الشباب بمشكلاته أن يشعر هذا الطالب أن أستاذه حريص عليه أن يشعر هذا الطالب أن أستاذه يعيش مشكلاته فهذا قليل.
ومهما كان الأستاذ، سواء أستاذ مادة شرعية أستاذ لغة عربية حتى مدرس التربية الرياضية فما دام أستاذاً يتعامل مع الطلاب فعليه مسئولية، وهي فرصة أن ييسر الله للأستاذ مثل هذه النعمة أنه يعمل ويأخذ مكافأة أعلى من غيره ويلتقي بهؤلاء الطلاب ويقول لهم ما يريد، ويثقون به ويقدرونه ويتلقون منه، فهي والله فرصة أن يمن الله على الأستاذ بهذه النعمة، ونعمة ينبغي له أن يشكرها، ومن تمام شكر الله على هذه النعمة أن يستعملها في طاعة الله عز وجل، وقد يحال بينه وبين اللقاء بأمثال هؤلاء الشباب، فحينئذ يتمنى أن يلتقي بهم، فأنا أنقل هذه الرسالة بدوري إلى إخواننا.