للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى حديث (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان)]

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)، أرجو توضيح هذه العبارة، ويفضل ذكر مثال لذلك.

الجواب

هذا السؤال اختبار، وضح العبارة مع التمثيل، لأن الطلاب في جو امتحانات فمتأثرين بذلك الجو.

هذا الحديث يا إخوان! (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) معناه: أن تكون محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيء سوى الله ورسوله.

ويوضح ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).

ولما قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: (إنك أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال: والله إنك الآن أحب إلي من نفسي، قال: الآن يا عمر).

يا إخوان! لا يوجد محبوب من مال أو شهوة أو نفس أو أي شيء ينبغي يحبه المرء أكثر من محبة الله ورسوله، والمحبة أمر قلبي؛ لذا لا أستطيع أن أمثل لذلك، ولا أستطيع أن أحضر لكم شخصاً وأقول: هذا يحب الله ورسوله أكثر مما سواهما، فالمحبة في قلبك، لكن المحبة تدرك بآثارها.

فإنسان مثلاً مستلقٍ على الفراش، ويسمع المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم، وينام، ولا يصلي الفجر إلا بعد صلاة الجماعة، هل يمكن القول: إنه يحب الله ورسوله أكثر مما سواهما؟! وإنسان يقال له: أنفق في سبيل الله، ويفتح مجال تبرعات فيتبرع بالخمسة الريال أو بالريالين، وأما في المناسبات في أحوال تقتضي المجاملة للأقارب فإنه يدفع الألف والألفين ريال، وهو مجرد إحراج ومجرد مجاملة، لكن لما يأتي الإنفاق في سبيل الله عز وجل فإنه يبخل، هل هذا يحب الله ورسوله أكثر مما سواهما؟ وعندما يكون الطالب مثلاً يتأخر كثيراً عن صلاة الفجر، فإذا جاء وقت الامتحان فما يمكن يفوته الامتحان أبداً، لماذا؟ لأن النوم سلطان جائر في غير أيام الامتحانات، وفي أيام الامتحانات أصبح غير سلطان جائر! فهل هذا الطالب يصدق عليه أنه يحب الله ورسوله أكثر مما سواهما؟! كلا.

وإذا نظرنا في حياتنا فإننا نجد نماذج على ذلك كثيرة، فهذه آثار المحبة، وليست هي المحبة، فالمحبة في القلب، ولذلك يخطئ بعض الناس فيفسرها بآثارها، فهذه لوازمها وآثارها ونتائجها، وأما المحبة فهي في القلب، ولا شك أن المحبة لابد أن ينشأ عنها مثل هذه الآثار، فهذه آثار وعلامات نستطيع أن ندرك بها محبتنا لله ورسوله.

وفي ختام هذه الكلمة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وأن يحفظنا وإياكم وشباب المسلمين من مضلات الفتن.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.