أخيراً: ننتقل إلى الجانب الرابع وهو: الطالب والدعوة: هذا الجانب هو السبب وراء اختيار هذا الموضوع لهذه المحاضرة، وقد نكون أخذنا نصيب الأسد في النقاط الأخرى، فالملاحظ أن هناك إهمالاً لما يتعلق بالدعوة داخل المدرسة من خلال كثير من الشباب، وهناك أسباب كثيرة، ولعل من أسبابها: أن الشاب يعتنون بأمور الدعوة العامة، مثل إنكار المنكرات العامة، وينشغل بمتابعة قضايا المسلمين العامة، وبقضايا عامة بعيدة عن جو الدراسة.
فهو مثلاً مشغول بمتابعة أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك، أو في الصومال، أو غيرها، وقضية القضايا عنده هي هذه المشكلة، وماذا أصنع؟! وما واجبي؟! وهذا اهتمام جيد ومطلوب، فاهتمامك بالمنكرات العامة عندما يحصل أي منكر، أو أي مقال، أو إعلان، فتجده يتابع القضايا، وينشغل بهذه القضايا، ويتصور أن هذه هي الدعوة، وهذا دوره، لكنه عندما يأتي إلى المدرسة ليس له أي دور إطلاقاً.
مرة أخرى أنا لا أنكر، بل أنا أطالب أن يكون للشاب دور في مجتمعه، وأن يكون له اهتمام بقضايا المسلمين، لكن يجب أن نضع أيضاً الأمور في نصابها، فأنت -يا أخي- تبقى في المدرسة ست ساعات، فيبقى زبدة وقتك داخل المدرسة، ماذا قدمت في هذه المدرسة؟ وماذا بذلت في هذه المدرسة؟ فالواقع أننا نجد إهمال واضح لهذه القضية خاصة في الفترة الأخيرة والسنوات الأخيرة؛ نظراً لأن الشاب أحس بأن هناك شيئاً ملأ عليه فراغه، وأخذ جزءاً من اهتماماته الدعوية، فأصيب هذا الجانب بإهمال واضح، ينبغي أن يعيد النظر فيه ونعتني به.