ثالثاً: لابد من مداومة الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل، والشعور بخطر الماضي: وأظن أنك تفرق بين القضيتين: بين التفكير المزعج الذي تفكر فيه في الماضي، وبين التوبة والإقبال، والخوف من شؤم الذنب، هذه قضية وتلك قضية أخرى، هذه قضية واجبة، وينبغي أن تكون همّاً يؤرقك، أعني: تتوب وتستغفر وتخاف من ذنوبك.
لكن الآن أنت تتذكر الماضي، فتتذكر أنك فعلت كذا وكذا، ومررت في الطريق ورأيت هذا المكان الذي فعلت فيه هذه المعصية، وهذا المكان الذي ذكرك بفلان، وذكرك بكذا وكذا، هذا لا يدعو إلى أن يصير هماً تفكر فيه، فاجعل هذا الموقف يدعوك إلى عمل صالح، يدعوك إلى الاستغفار، وإلى التوبة، بدلاً من أن يكون مجرد تفكير وهم يزعجك أكثر مما يكون عملاً منتجاً.