للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأسلوب الأمثل للتربية]

السؤال

كثير من المربين الذين يقومون بجمع الشباب يعانون من تفاوت القدرات بينهم، فمنهم الذكي ومنهم دون ذلك، ومنهم من يميل إلى الترفيه والضحك واللعب، والآخر يميل إلى الجدية والطريقة المثلى، فما هو الأسلوب الأمثل لإفادة الجميع بارك الله فيك؟

الجواب

المشكلة موجودة وأنا أتصور أنها على نطاق أوسع من هذا النطاق، مثلاً في الجانب المدرسي، تجد المدرس عنده أربعون طالباً في الفصل، يأخذون منهجاً واحداً، ويشرح لهم درساً واحداً في وقت واحد، هؤلاء الطلاب فيهم شخص نابغ ذكي، وفيهم شخص مغفل غبي، وفيهم شخص بين ذلك، فكيف يعامل هؤلاء؟ وكيف نتعامل معهم؟ وهم يدرسون منهجاً واحداً وكتاباً واحداً وخطة دراسية واحدة، ويجب أن يتخرج من الجامعة كل هؤلاء، وإذا لم يتخرج من الجامعة فمعناه أنه إنسان فاشل إلى غير ذلك، فأنا أتصور المشكلة أكبر من حجم التجمعات التربوية هذه، حتى على مستوى التعليم، التعليم في العالم الإسلامي مثلاً، هيكلية التعليم، هل هناك رعاية لهذا الجانب؟ يعني: المتفوق الموهوب والشخص الضعيف يدرسون في منهج واحد وكتاب واحد ونظام واحد إلى أن يتخرج من الجامعة، هل هذا بناء ممكن أن يخدم الأمة؟ نعم، نحن بحاجة إلى التربية الجماعية وهي ضرورة أصلاً، يعني: الفرد لا يتربى وحده، ضروري أن يكون في مجموعة من خلال التعليم ومن خلال لكن أيضاً مع التربية الجماعية، يجب أن يكون هناك مراعاة للفروق الفردية، والوسائل والمناهج مثلاً التي ألفناها ليست قضايا لا يسوغ النقاش فيها، الشيء الوحيد الذي لا يسوغ النقاش فيه هو شرع الله عز وجل، هو ما جاء بنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما الأوضاع التي اعتدناها، فيمكن أن نناقش فيها وأن نعيد النظر فيها، فمثلاً نحن اعتدنا أن تكون المحاضرات بعد المغرب، يمكن يأتينا وقت بأن نجعل المحاضرات بعد الظهر، وقد نرى أناساً يريدون هذا الوقت، يعني: هذه القضية ممكن أن تكون قابلة للنقاش في وقت من الأوقات وكذلك برامجنا التربوية، التعامل مع الشباب في الحلقات في المدارس، بل حتى المناهج التعليمية لا يوجد مانع من مراجعتها وإعادة النظر فيها، ونحن لا ندعو لإلغاء كل هذا الكيان، لكن يمكن أن نضع حلولاً بديلة تسمح بمراعاة هذه الجوانب، وأنا أتصور لو أن المربين وضعوا في ذهنهم مثل هذه القضايا وتناقشوا فيما بينهم وفكروا، يمكن أن نخرج بحلول على الأقل تخفف من هذه المشكلة؛ لأنك أمام مشكلتين، نريد للشاب أن يتربى في وسط مجموعة؛ لأنه لا يمكن أن يتربى الإنسان تربية سليمة إلا في وسط جماعة، فإن معاني الأخوة والإيثار والقدوة لا تتحقق إلا في وسط الجماعة، وهناك جوانب فردية من خلال قدراته الخاصة وجوانب ضعف خاصة تحتاج إلى مراعاة، فكيف نحقق التوازن بينها، فهذه تحتاج إلى أن نعيد النظر، ويمكن أن نبتكر وسائل وأساليب جديدة، مع المحافظة على الجو الذي نعيش فيه الآن بصورة تكفل لنا أيضاً تحقيق جانب التربية الجماعية.