الأمر الأول: الارتقاء بالمستوى التربوي، من ناحية العناية بالإيمان والعناية بالجدية، نريد أن نربي شباباً أصحاب ورع وعبادة وطاعة لله سبحانه وتعالى، ولا نريد مظاهر، نريد شباباً جادين، عندهم استعداد أن يستجيبوا لله ويقدمون مرضاته على حظوظ النفس.
وأخاطب الإخوة الأساتذة والمربين فأقول: إن الشباب مهما كانوا فهم قادرون على أن يصلوا إلى مستويات عالية من التربية، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألم يكونوا بشراً؟ الشباب الذين رأينا نماذج كثيرة منهم في أرض الجهاد في أفغانستان، يترك أحدهم أهله وماله ويذهب هناك ويسلم نحره للعدو، هم شبابنا ومن مجتمعاتنا، بل قد يكون بعضهم عاش في فتن أكثر مما عاشه أولئك الشباب، فالشباب مهما كانوا فهم قادرون على أن يصلوا إلى مستويات عالية من التربية، لكننا نظراً لأننا نمارس تربية دون المستوى المطلوب نتخيل أن هذا هو القدر الذي يمكن أن يصل الشباب إليه.
فلابد من الارتقاء بتربية الشباب من ناحية الإيمان، والجدية والعلم النافع، فالعلم هو الذي يعين الإنسان على الثبات، ويجعل الإنسان يعرف الحق من الباطل، عندما يغرم الإنسان بالعلم يعرف أنه سلك طريقاً لن ينتهي به، أما عندما تكون القضية مجرد عواطف، ومجرد ذهاب فلان مع فلان وفلان من الناس فسرعان ما يمل هذا الطريق.