للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة سعي الإنسان إلى تطوير نفسه في مجاله الذي يتخصص فيه]

السؤال

نحن شباب لسنا بالنجباء ولكن نعد من الملتزمين، ولكننا لا نرى في التزامنا زيادة بل نحن باقون على حد معين لا نزيد ولا نقص، فما الحل في مثل حالنا؟

الجواب

الإنسان -كما قلنا- مسئول مسئولية فردية، والإنسان لا يبقى عند مستوى واحد، فكل إنسان يملك قدراً من الاستمرار، حتى الرجل الطاعن في السن عندما يهديه الله عز وجل يستطيع أن يغير الكثير، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء بهذا الدين دخل في الإسلام كبار السن والعجائز، وكان منهم نماذج رائعة، فكان منهم: المرأة العجوز التي تقدم بها السن وفي ثقافتها على أن هذا الطفل الذي تربيه تخشى عليه الموت وتخاف عليه النوائب وترى أنه ذخر لها في قادم أيامها، ولكنها بعد ذلك أصبحت ترمي به في المعارك، وتتمنى أن يقتل، وتتمنى أن يشرفها الله باستشهاده، وهي ما تربت هذه التربية إلا في سن متأخرة، فكل إنسان قابل للتربية، والذي يملك القرار الوحيد هو أنت.

بل حتى أنت افترض أن الله رزقك بمرب قدير يملك قدرات ومؤهلات عالية، فإذا لم يكن عندك تفاعل أنت أصلاً فإنك لن تستفيد من هذه التربية، وغاية ما يستطيعه المربي هو أن يقدم لك فقط الفرصة، وأن يتيح لك المجال، أما التفاعل والاستجابة للتربية فهو قرار لا يتخذه إلا أنت، حينئذ يجب أن تساهم أنت بزيادة التزامك والحرص على الإيمان وزيادة العلم، وتقوى الله سبحانه وتعالى، وزيادة الخبرات والطاقات التي ترى أنك تحتاج إليها.