الوقفة الأولى حين يلبس المحرم ويلبي نداء الله عز وجل يلتزم بالامتناع التام عن محظورات الإحرام، فيتجرد عن المخيط، ويترك الطيب، ويمتنع عن حلق شعره، ويتخلى عن الرفث ومقدمات النكاح، إنه يستجيب لذلك كله دون تردد، ولا يمكن أن تحدثه نفسه أن يتجاوز هذا المحظور، لكن ما باله في سائر حياته يتجاوز ما حرّم الله عليه؟ فالذي حرم على المحرم الطيب هو الذي حرم على المسلم أكل الربا، والذي حرم الرفث ومقدمات الجماع هو الذي حرم النظر الحرام على المسلم في كل حين، والذي نهاه عن لبس المخيط هو الذي نهاه عن لبس الذهب والحرير إنك لتبحث عن مبرر أو مسوغ لهذا التناقض الذي يعيشه المسلم في سلوكه فلا ترى غير التناقض.