الصورة العاشرة من صور الإخلال بالعمل: الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والصحوة من الأعداء في الداخل والخارج حديث المتشائم، حديث من يقول لسان حاله: رويداً فالسيل لا ترده بعباءتك، ولست وكيلاً لآدم على ذريته، منطق من يقول:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:٦] إلى آخر هذه القائمة الطويلة التي يقول صاحبها لقد فسد الناس ومرجت عهودهم ولا مجال للإصلاح، فالدعوة تحاصر، والمنكر محمى ويدعى إليه، وماذا عساك أن تقدم؟ فلا يزيد صاحبنا على الحوقلة والاسترجاع.
إن الحديث أيها الإخوة عن الأعداء وعن تآمرهم مطلب مهم، بل مطلب ملح ولا شك، فلا بد أن نكون واعين لما يحيك أعداؤنا من مؤامرات، ولا بد أن نتحدث عن الأعداء وخططهم ومؤامراتهم التي تحاك في الداخل والخارج من القريب والبعيد، لكن هذه الأحاديث يجب أن تدعونا إلى العمل إلى أن يكون رصيداً عمليا، أما أن تسيطر هذه الأحاديث علينا فتصبح هماً يشغلنا عن العمل هماً يحولنا إلى أناس محطمين، ويبدد الأعمال فهذا من الانشغال بالقول عن العمل.