للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الازدواجية في الصداقة وعلاجها]

السؤال

كثير من الشباب يقع في ازدواجية بين الطيبين وغيرهم، فهو متذبذب، فما أثر ذلك وما علاجه؟

الجواب

أثر ذلك أنه لابد أن يصير إلى أحد الطريقين، ولا يمكن أن يستمر؛ عندما تسير مع الطيبين هناك مواصفات يجب أن تتصف بها، يجب أن تحافظ على الصلاة، يجب أن تكون إنساناً مستقيماً ورعاً عن المعاصي، وعندما تكون مع السيئين هناك مواصفات أخرى يجب أن تتصف بها، فتقع في تناقض، فإما أن تكون شخصاً متناقضاً، تأتي مع هؤلاء بوجه وأولئك بوجه، وهذه مشكلة، أو أن تكون إنساناً ضعيفاً، المهم أنك لن تستمر فاختر أحد الطريقين، بأن تتبرأ من الطيبين وتكون مع السيئين فتأخذ كل الشهوات، لكن النتيجة أنك تتبرأ منهم يوم القيامة، أو تتبرأ من السيئين وتعاشر الطيبين الأخيار، والنتيجة أن تكون ممن قال الله فيهم: {الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧]، (أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

والله يا شباب إنها لفرصة أن يمن الله عليكم بالصحبة الصالحة، فرصة أن ييسر الله لك أن ترى صحبة صالحة تعينك على الخير، وغيركم قد لا يطيق هذا الأمر وقد لا يجده، فماذا يصنع؟ لا يستطيع أن يثبت وحده.

فأقول: يجب أن نعض على هؤلاء بالنواجذ، ولو كان عندهم سلبيات أحياناً، ولو أخطئوا أو قصروا، فقد يكون في النفوس ما بها، وقد يكون بينك وبين أخيك بعض ما يكون بين الناس، قد تكون هناك حزازات ومشاكل، لكن النهاية: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:٤٧]، يوم القيامة بعد أن يظلهم الله في ظله، بعد أن يكونوا على منابر من نور، بعد أن يتبرأ الأب من ابنه والزوجة من زوجها، هؤلاء يبقون أخلاء؛ لأن علاقتهم لله ومحبتهم له، ثم بعد ذلك قبل أن يدخلوا الجنة يتم الله عليهم النعيم، فينزع كل شيء في قلوبهم، تصبح القلوب صافية مائة في المائة، على سرر متقابلين، فقرر مصيرك من الآن.