قلتم: من الرجولة تراجع المرء عن الخطأ، فما رأيكم في بعض المربين والمشرفين والموجهين الذين يخطئون في عمل أو قول أمام التلاميذ، ثم إذا شعر بخطئه لم يعتذر، وإذا أشهر من قبل أحد تلاميذه يصر على فعله أو قوله خشية من سقوطه في أعين تلاميذه، أليس النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى قول حباب بن المنذر في بدر إلى غير ذلك، أليس في هذه الطريقة تربية الجيل على الإصرار على الخطأ أليس في ذلك تربية الجيل على الخوف والوجل من إنكار المنكر وتصحيح الخطأ، فهل لنا بتوجيه منكم لهؤلاء المربين حفظهم الله.
الجواب
أولاً: الناس ليسوا حمقى وليسوا مغفلين الناس يدركون أنك أخطأت، فإذا وقعت في الخطأ فسيدركون أنك وقعت في الخطأ، والدليل على ذلك أنهم قد نبهوك، وحين تصر على الباطل وعدم الرجوع عن الخطأ فغاية ما تقرره عند الناس أنك إنسان مشاكس فتسقط قيمتك لديهم.
ثانياً: أنت مرب فأولى بك أن تربي على الرجوع إلى الحق وعلى الرجوع عن الباطل، ومن الطبيعي أن يتحدث الإنسان فيقع في الخطأ، قد يسبق لسانه قد يخطئ في نص قد يزل في كلمة لم يحسب لها حساباً فيقع في هذا الخطأ، ورجوعه حينئذ لا ينقصه بل يزيده قيمة ومنزلة.