للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تطبيق حسن الخلق]

السؤال

نرجو الانتقال إلى توجيه الحضور إلى حثهم على تطبيق صفة حسن الخلق وتربية وتوجيه الأهل لذلك وفقكم الله.

الجواب

هذا جانب كنت أريد أن أتحدث عنه في آخر المحاضرة، وإن كان موضوعنا الإشارة إلى خلق النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه القضية فعلاً يجب أن نعتني بها في تربيتنا من الصغر؛ لأن حسن الخلق ليس مجرد توجيهات تعطيها للناس! سيتمثلها الناس تلقائياً إنما تحتاج إلى مجاهدة، نعم، منها جانب جُبل عليه الإنسان أصلاً، لكن منها جانب يحتاج إلى تربية وإلى تعود وإلى تلق، فنشيع في المنزل والبيت الخلق والاحترام، يعني إذا كان الأب مثلاً لا يقدر ابنه، وتلفظ عليه بألفاظ نابية ولا يحترمه ولا يقدره، فكيف نريد أن نوجد عند هذا الابن الخلق الحسن؟ قد يكون عنده خضوع لوالده، وتقدير واحترام لكنه مشوب بالرهبة والخوف، فحينما يتعامل مع الآخرين لا يحسن خلقه.

حينما يتلفظ الأب على ولده بألفاظ ساقطة، لا بد أن يتلقى الابن من الأب مثل هذه الألفاظ، وإن لم يقلها لولده فسيقولها لغيره من الناس.

إذا كنا نريد أن نعود الابن الحلم والصبر والأناة يجب أن يشعر أننا نحلم في التعامل مع الآخرين، هنا ينشأ الابن من الصغر على مثل هذا الخلق في كل مجال، أعني على خلق الصبر والرحمة، والمنطق الحسن، والجود والسخاء والكرم وغيرها من الأخلاق التي نريدها.

ننتقل إلى المدرسة، فحينما يعامل الطالب بفظاظة وغلظة وقسوة من الأستاذ أو من المسئول عن توجيهه، أو حينما يعامل بصورة أو أخرى بخلق سيئ فلا ننتظر منه إلا ذلك.

حينما يأتي إلى المسجد مثلاً ليحفظ القرآن في حلقة من حلقات القرآن فيجد سوء الخلق ممن يعلمه حفظ القرآن، أو حينما يأتي إلى مجلس من مجالس العلم فلا يجد ممن يعلمه مثلاً النموذج في حسن الخلق، بل يجد منه الإعراض، يجد منه الجفاء فإنه سيتعلم جانباً من ذلك فيجب أن نشيع ذلك في المنزل، في المدرسة، في كل أوساطنا، لا نتصور أبداً يا أخوة أننا يمكن من خلال الحديث والخطاب للناس نستطيع أن نبني ذلك، نعم نحن من خلال الحديث ننبه الناس على أهمية هذا الأمر، ننبه إلى أخطاء معينة، لكن أن نتصور أننا بمجرد التوجيه فقط سنصحح الأخطاء لدى الناس، وسنغرس عند الناس الخلق الحسن! فأظن أننا مخطئون في ذلك.