هناك معوقات تعيق الإنسان وتحول دون الجد يجب أن نتخلص منها: منها العجز والكسل: والكسل هو أصل الداء، وجميل أن نقرأ ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في الجزء الثاني حول قول النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل) وذكر أن الكثير من الشر والبلاء مصدره من هذين الداءين؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منهما كل يوم.
من المعوقات أيضاً الإغراق في الترويح واللعب واللهو: فيجب أن نضبط هذه البرامج سواء ما نقوم به لأنفسنا أو ما نقدمه للجيل والشباب، لا شك أن الإنسان لا يستغني عن أن يروح عن نفسه لكن يجب أن نضبط هذا الترويح؛ لأنه حينما يسيطر على الإنسان ويستولي عليه فإنه يشغله عن معالي الأمور.
وانظروا الآن لجيل الأمة الذي قد شغل فعلاً باللهو واللعب وصار همّ الإنسان اللهو واللعب والسفر للنزهة، فهو يتحمل في سبيله كل شيء، لكن حين تريد منه عملاً دعوياً يصعب عليه ذلك، فمثلاً: انظر في هذه المواسم والأوقات حين تخضر الأرض، تجد الناس يبحثون عن مواطن الربيع ويسافرون مسافات طويلة ويتعبون ويشعرون أن هذه قمة الراحة النفسية والبدنية؛ لكن لو طلبت من أحدهم سفراً من أجل عمل دعوي لاعتذر بالمشاغل والأوقات ومشقة السفر إلى آخره وقل مثل ذلك في اللهو اللعب فكم يأخذ من أوقات المسلمين، وكم تضيع فيه من الجهود! ومن هنا كان لا بد أن نكون حازمين وأن نضبط البرامج التي تقدم للجيل من الشباب الصالحين، لأنه لا يسوغ أن تتحول الترويح والرياضة إلى غاية ومطلب نحفل بها ونهتم بها ونعطيها دعاية بشكل يجعلها تتجاوز القدر الطبيعي لها وموقعها.
من المعوقات أيضاً صحبة البطالين: وهم الذين يصاحبهم المرء لأجل أن يؤانسهم ويؤانسوه يضيعون عليه الأوقات، بل يحطمون عنده معاني الجدية.
من المعوقات الترف ومظاهره والذي سيطر على حياتنا وصار معوقاً لنا عن الكثير من الأمور الجادة؛ لأننا ألفنا حياة الترف وصار يصعب علينا جداً أن نتخلى عنها ونتنازل.
إذاً: التخلص من هذه المعوقات يعيننا كثيراً على أن نكون جادين.