هل من رسالة توجهها إلى الآباء حيث إن بعض الآباء لا يراقب أبناءه مراقبة جادة، فبذلك لا يحس بمعاناة أبنائه تجاه الزواج فيسارع بتزويجهم؛ وذلك لأنه متزوج ومحصن لنفسه، وكذلك بعض الشباب يخجل من مخاطبة أبيه في ذلك.
الجواب
أولاً: كثير من الآباء عاشوا في عصر يختلف عن العصر الذي يعيشه الشباب الآن، عاشوا في عصر محافظ عصر لم تكن المغريات فيه والمثيرات كما هو في هذا العصر.
الأمر الثاني: أن الأب قد اجتاز هذه المرحلة التي يعيش فيها الشاب معاناته، فيقيس الناس على نفسه؛ ولذلك تجد أكثر الآباء يعيشون في عالم آخر غير عالم الأبناء.
واسمحوا لي أن أذكر لكم ظاهرة تتكرر كثيراً: يكون الأب متزوجاً ويأتي ليتزوج زوجة ثانية، وابنه يرغب بالزواج ومع ذلك لا يزوجه ويحتج بأنه لا يجد المال.
أنا لست ضد تعدد الزوجات بل أدعو وأحث على ذلك ومن كان عنده قدرة فينبغي له أن يبادر، فهذا قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؛ ولكن أظن أن الابن على الأقل أولى وأنت قادر أن تتزوج وأن تزوج ابنك؛ لكن تجده يصرف على الزوجة الثانية خاصة مبالغ طائلة، ويستأجر له مسكناً جديداً ويؤثثه وابنه بغير زواج، وعندما تذكر له ذلك يقول: لا أجد.
أحياناً يشتري لابنه سيارة فارهة بثمن باهظ والابن قد لا يحتاج إليها، ويمكن أن يأخذ سيارة متواضعة إلى أن يمن الله عز وجل عليه وييسر له مورداً بعد ذلك، فحاجة الابن إلى الزواج أعظم من حاجته إلى السيارة كلها فضلاً عن تلك السيارة الفارهة.
فلا شك أنني أحث الآباء على أن يحرصوا أن يزوجوا أبناءهم وأن يتقوا الله، فهذا من مسئولية الأب على ابنه وحتى لو لم يطلب الابن فالمفروض من الأب أو من الأم أن تفاتح ابنها في ذلك وتدعوه إلى ذلك، فإن الابن قد يستحي كما ذكر الأخ السائل.