للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنصور في متجدّدات سنة سبع وخمسين (١) من تاريخنا هذا، وبعث به معهم إلى الإسكندرية، وأخرج إقطاعه إلى سوَنْجُبُغا اليونُسي (٢). ولما تسلطن الأشرف إينال أطلقه ومن كان معه، وبعث به إلى دمياط، ثم استقدمه بعد قليل إلى القاهرة، ولما حضر دام بطّالًا مدّة يسيرة حتى قتل سونجبُغا المذكور ببلاد الصعيد، على ما عرفت ذلك فيما تقدّم في كائنته مع القلاوي (٣)، فأعاد الأشرف إينال إمرته إليه كما كان أولًا من جملة الطبْلخاناة. ثم لما مات خيربك الأشقر المؤيّدي الأميراخور الثاني استقر يَلَباي هذا في الأميراخورية الثانية، ثم صيّره الأشرف إينال من جملة مقدَّمين (٤) الألوف، ووقع له في ذلك غريبة، وهو أنه لما شغرت التقدمة التي وُلّيها كلّم المحبّ ابن (٥) الشِحنة، وهو إذ ذاك كاتب السرّ، في أن يكلّم السلطان أن يقرّره فيها، ويحمل إليه عشرة آلاف دينار. فقال له المحبّ: إن ذلك كثير عليك، وإنك أهلٌ للتقدّم بغير مال، فلتكن خمسة. فقال: لا بل عشرة. فكلّم المحبّ السلطان في ذلك، فأجابه إليه. ثم طلب المحبّ المبلغ منه فقال: لا أعطي شيئًا، فإنْ سمح السلطان بإبقائي على التقدمة، وإلّا فلا حاجة لى بها. فتحيّر المحِبّ منه لما سمع ذلك، وحار في أمره، وماذا يكون جوابه للسلطان، وهو في انتظار هذا المبلغ. فاتفق أن خلا (٦) المحبّ بالسلطان فسأله السلطان عن المبلغ، فقال له: عساه قد هيّأه، لكنْ يا مولانا السلطان إنني أخشى أن يتكلّم الناس في كون السلطان يقرّر التقادم لمقدَّمين (٧) الألوف بالبذل، ويَلَباي مجنون لا يخفى ذلك. فقال السلطان: إذًا لا نأخذ منه شيئًا. وعُدّ ذلك من حُسن تصرّفات المحبّ هذا. ولا زال ترشيح هذا على التقدمة إلى أن تسلطن خُشداشه الظاهر خُشقدم، فنقله


(١) ضاعت حوادث السنة المذكورة في جملة ما ضاع من المخطوط.
(٢) قتل (سونجبُغا اليونسي) في سنة ٨٥٧ هـ. انظر عنه في: حوادث الدهور ٢/ ٤٤١ و ٤٦٩، ٤٧٠ رقم ١٠، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٦٨ و ١٦٥، والمنهل الصافي ٦/ ١٨٦، ١٨٧ رقم ١١٦٥، والدليل الشافي ١/ ٣٣٧ رقم ١١٦٢ ذكر في المطبوع منه إضافة دون ترجمة، فهو ساقط من أصل المخطوط، والضوء اللامع ٣/ ٢٨٧، ٢٨٨ رقم ٢٠٩٤، ونيل الأمل ٥/ ٣٩٩ رقم ٢٣٣٢، وبدائع الزهور ٢/ ٣١٢.
(٣) في الأصل: "العلاوي" بالعين المهملة، والتصحيح من مصادر ترجمته، وهي: حوادث الدهور ٢/ ٤٤١ و ٤٦٨، ٤٦٩ رقم ٩، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٦٨ و ١٦٤، ١٦٥، والضوء اللام ٣/ ٢٨، ٢٩ رقم ١٣٧، ونيل الأمل ٥/ ٣٩٩ رقم ٢٣٣٣، وبدائع الزهور ٢/ ٣١٢.
وهو: تغري بردي القلاوي، تقاتل هو وسونجبُغا فماتا معًا.
(٤) الصواب: "مقدّمي".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "خلى".
(٧) الصواب: "لمقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>