للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء، مثل شيخنا الكافِيَجي، والأمين الأقصرائي، والسراج العبّادي، والشمس الجوجري، والبدر السعدي الحنبلي، وآخرين من المالكية وغيرهم من أهل المذاهب الأربعة في أمر إزالة ذلك الصندوق الموضوع بالقبّة المضيّق للمكان على المصلّين، وأنه موضوع بغير شرط الواقف، فأفتى (١) الكلّ بإزالته، فأزاله ونحّاه عن موضعه، وفُرش في موضعه لمن يصلّي بالقبّة، واتسعت القبّة على المصلّين في الجملة بالنسبة لما كانت، فبلغ بُغضٌ ممن بغض من شيخنا المذكور ذلك بجانبك، وذكروا له [أنه] أزال صندوق قبر الواقف، وأنه ليس بناظر، وأنك أنت الناظر، ولم يراجعك في ذلك، ولم يعد في هذا المبلغ حقيقة الحال، بل أملاه عليّ الشيخ نجم الدين المذكور، وأنه لا التفات له إلى الناظر ولا إلى غيره، ونحو ذلك من التُّرَّهات، فبعث جانِبَك المذكور إلى شيخنا نجم الدين المذكور فطلبه، وهو لا متعوّز عنده بما كان، ولا علم عنده مما وقع، فركب بغلته وتوجّه إليه، وكان بباب السلسلة، فساعة وقوع أمره عليه نهره ولم ينصفه في السلام، ولا قام له على عادته معه، بل تحرّك له بأدنى حركة، ثم أخذ في حطّه عليه لأجل إزالة الصندوق، فأجابه الشيخ بالحقيقة في ذلك، وبيّن له الحال فيه، وأنه لا غرض له في إزالة ذلك غير اتساع المكان على المصلّين، فلم يلتفت إلى كلامه بل قال: أعِده كما كان على ما كان. فقال له الشيخ: لا حبّاً ولا كرامة، أنا قد أزلت منكراً وأنت الناظر، فإن أعدتَه أنت فعليك إثمه، فحنق منه وتكلّم بكلمات فيها الجفا بالشيخ، فنهض الشيخ من مجلسه قائماً، وتوجّه إلى حال سبيله. فأمر جانِبَك بالتوكيل بولد الشيخ الأكبر حتى يعاد الصندوق كما كان، فأخذ الشيخ الفتاوى وأعطاها لولده الموكَّل به، وأمره بأن يعود إليه فيوقفها عليها، فحين أحضرها إليه لم يلتفت إليها ولا نظر فيها، فخاشَنه ولد الشيخ في الكلام، فغضب منه وأمر به فضُرب بين يديه عصيّات ظلماً وعدواناً، ثم أمره بالتوجّه لأبيه، وحُلّ عند من التوكيل به، وبعث هو نجاراً، فأعاد الصندوق إلى ما كان عليه أولاً، لا جزاه اللَّه خيراً، فإنه فعل ما لا يجوز.

ثم أعلمني شيخنا المذكور بأنه يُغضي منه من مدّة مديدة لأسباب ذكرها لي الشيخ، ثم جرى بعد ذلك بينه وبين الشيخ أمور، وقام عليه من فيها، وآل الأمر فيها إلى نصرة الشيخ ومساعدة الأعيان له، مثل شيخنا العلّامة الكافِيَجي، والشيخ أمين الدين الأُقصُرائي، وبلغ الأمر أن أُعلِم السلطان، حتى كفّ جانبك المذكور عن الشيخ نجم الدين المذكور بعض كَفّ، وباللَّه المستعان على أهل هذا الزمان.


(١) في الأصل: "فافتوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>