للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ومهر عبد الرحمن وشيخنا، وكذا شيخه، وصرّح كثيرٌ بتفضيله عليه، ونسخ عدّة مصاحف شريفة، وكُتُب (١). انتهى.

أقول: وكان الحافظ ابن (٢) حجر أيضاً ممن يكتب الخط منسوباً، ولهذا قال في المتقدّم شيخنا الزفتاوي فإنه كتب عليه وأجيز بالخط، ومن تأمّل في كتابته علم ذلك، فإنّ النظر في خطّه بأول وهلة ببادئ الرأي، لا سيما لمن لا خبرة له ربمّا حكم برداءته (٣). فإذا تُؤمّل في ذلك الخط مع سرعة تلك الكتابة رأى محاسنه. وقد كتب على ابن (٤) الصائغ هذا جماعة كثيرة، منهم: البرهان الفرنوي، وأبو الفتح الحجازي، وغيرهم. وكان شيخاً ظريفاً، حُلو المحاضرة، حسن المعاشرة، محبَّباً إلى الناس، ذا أدب ووقار وحُسن سمْت وتُؤَدة. وكان بيده تصوّف بخانقاه سعيد السعداء، وولي التكتيب في عدّة مدارس معظّمة، منها: البرقوقية، وانتفع به الكثير من الناس من أهل عصره، وله نثر حسن، وقرّظ على سيرة ابن (٥) الناهض الذي (٦) جمعها للمؤيَّد شيخ تقريظاً حسناً.

وكان بينه وبين الوالد محبّة وصُحبة، وكتب له دَرْجاً (٧) هائلاً، مليحاً جدّاً، فيه جميع الأقلام، حافلاً بخطه الحسن، وبالغ فيه، وقد رأيته وما فيه من المحاسن، التي ماؤها كير آسِن، يسُرّ الناظر، ويشرح الخاطر.

ويُحكى عنه في سرعة الكتابة أمر عجيب (٨)، منها قضيّة اتفقت له بسوق الكُتبيّين كتب فيها ثلاثة كراريس، وهو مستند لبعض الحوانيت واقف على قدم واحدة وفرّعها من ابتداء السوق أو بعده إلى حين انقضائه. وانقطع في أواخر عُمُره عن الناس بداره بسبب ضعفٍ اعتراه.

حتى توفي في رابع عشر شوال.

قال الحافظ ابن (٩) حجر، رحمه الله: وهو في عشر الثمانين (١٠).

٣٧ - عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر الرومي (١١)، الحنفي.


(١) إنباء الغمر ٤/ ١٩١، ١٩٢.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "برادته".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) الصواب: "التي".
(٧) الدَرْج: بسكون الراء. هو الورق المستطيل المركّب من عدّة أوصال. (صبح الأعشى ١/ ١٣٨ و ١٢/ ٤٧٧).
(٨) في الأصل: "أمراً عجيباً".
(٩) في الأصل: "بن".
(١٠) إنباء الغمر ٤/ ١٩٢.
(١١) انظر عن (الرومي) في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٣ رقم ١٠، وحوادث الدهور ١/ ٦٣ رقم ٣، وفيه: "عبد الرحمن"، ونزهة النفوس ٤/ ٢٤١ رقم ٨٣٤، والضوء اللامع ٤/ ١٩١ رقم ٤٨١، ووجيز الكلام ٢/ ٥٧٩ رقم ١٣٣٧، والتبر المسبوك ٣١، ونيل الأمل ٥/ ١٤٨ رقم ١٩٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>