للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ شمس الدين، المسنِد العالي السند.

ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

ونشأ في عزّ ورياسة، مشتغلاً بالعلم، لكنه لم يَنْجَب ولا تمهّر في ذلك. وكان صهر الشيخ الإمام شيخ الإسلام سراج الدين ابن (١) الملقّن على ابنته، وكان معدوداً من رؤساء القاهرة المشار إليهم، وبيده عدّة وظائف دينية ما بين أطلاب ومباشرات وشهادات وغير ذلك بعدّة أماكن. وناب في الحكم عن الشافعي بعدّة بلاد، وسمع الحديث من جماعة وعليهم، وأكثر من ذلك على السراج ابن (٢) الملقّن وغيره. وكان السراج قد اعتنى به فاستجاز له في شوال سنة سبعين وسبعمائة، وله إذ ذلك نحو الستة عشر سنة. فمّمن أجاز له: عمر بن أميلة، والشهاب بن السيف، والصلاح ابن (٣) أبي عمر، والشهاب ابن المهندس، والبدر بن هلال، وغيرهم من مُسنِدي الشام من أصحاب الفخر بن البخاري، ومنهم: زينب بنت القاسم، وآخرون من غير أصحاب الفخر. ولما ظهرت هذه الإجازة حدّث في أواخر عمره عن المذكورين وغيرهم، ولم تطُل مدّته.

وتوفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من صفر.

وقد جاوز التسعين، وهو صحيح السمع والبصر، سالم الأسنان لم يسقط له منها ولا السنّ الواحد، ويكاد أن يُعدّ ذلك من النوادر لا سيما بهذه البلاد الحارّة الموجبة بقدرة الله تعالى لأضداد ما ذكرناه. فسبحان الله صاحب القدر [ة] المحيّرة لبعض عقول البشر.

٥٣ - محمد البُصْرَوي (٤).

القاضي ناصر الدين.

لم أقف على تاريخ مولده، ولم يذكره أحد لأذكره، أعني مولده، وعلمت أنه كان تولّى قضاء القدس الشافعية في الدولة الأشرفية البَرسْبائية، وصُرف عنها في دولة الظاهر جقمق.

وكان حشماً، كثير الوقار، ذا رياسة كبيرة وعراقة وشهامة، ولديه فضيلة، وله علم.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) انظر عن (البُصْرَوي) في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٥ رقم ١٧، ونيل الأمل ١٥٦/ ٥ رقم ٢٠١١، والضوء اللامع ١٠/ ١١٥ رقم ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>