هذه كانت سيرة المؤلّف ورحلته الحافلة بالأحداث كما سطّرها بيده في تاريخه الكبير "الروض الباسم" في مواضع متفرّقة منه، وكذلك في أثناء تراجم الأعلام الذين جمعهم في كتابه "المجمع المفنّن"، أو في كتابه "نيل الأمل". ويمكن أن نذكر أسماء البلاد التي طوّف بها، سواء مع والده أو بمفرده، فبعد ولادته بمَلَطْية أخذه معه أبوه إلى القاهرة، ثم أعاده معه إلى ملطية، وانتقل معه إلى حلب، ثم إلى الخليل، وبيت المقدس، ودمشق، وحجّ معه إلى مكة المكرّمة، وعاد إلى قطيا، ودمشق، وطرابلس الشام حيث أقام فيها أكثر من خمس سنواتٍ، ثم عاد إلى دمشق، ومنها إلى القاهرة، وبعد ذلك انفرد بالرحلة اعتبارًا من منتصف شهر ربيع الأول سنة ٨٦٦ هـ. فرحل إلى صعيد مصر، ثم انتقل إلى بَنْها بالوجه القِبْلي. ثم إلى الإسكندرية، ومنها بحرًا إلى قشتالة بجزيرة رودس، ومن هناك إلى مدينة تونس، ثم جزيرة جربة، وطرابلس الغرب، وقابس، والقيروان، وعاد إلى تونس، ومنها إلى تلمسان، وباجة، وقُسنطينة، وبجاية، والجزائر، ومازونا، وقلعة هوّارة، والبطحاء، وتلمسان للمرة الثانية، ووهران، ثم تلمسان ثالثة، ومنها إلى مالقة، ويكش، والحامة، وغرناطة، ومنها عاد إلى مالقة، ووهران وبجاية، وتونس، وطرابلس الغرب، ومُسراته، وقصر أحمد من أعمال طرابلس، وعقبة المراس، وأرض البساط من برْقة، ثم لبنا الخراب، وبئر سادنو (مدينة الأبيار الآن). وبلاد لبيد، والإسكندرية، والقاهرة، وبها استقرّ في الخانقاه الشيخونية حتى وفاته، عدا إقامته في مدينة منفلوط سنتي ٨٨١ و ٨٨٢ هـ. وزيارته لمدينة دمياط من حين لآخر.