للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان عن هذا الأمر وأظهر التشاغل ( … ) (١) فيكونوا عونًا له على من يخالفه وزادت استمالة البعض له إليهم ( … ) (٢) في ذلك صريحًا، وأنه قيل له: إذا عيّنت مماليك أبيك ( … ) (٣) أو حادث يحدث، وإذا أبعدتهم وهم عُصبتك فمن هو ( … ) (٤) بعد ذلك أجاب ثانيًا في تعيين التجريدة، بل خرج أمره يتوجّه من عيّنه ( … ... ) (٥) ظاهرًا عيانًا، بل أخذوا في الاعتلال بأنهم لم يُعطوا الجمال ( … ) (٦) إلى تلقّيه ذلك أمر بإحضار الجِمال وتفرقتها فلم ( … ) (٧) على ذلك، فاضطر هو إلى التغافل والسكات عن ( … ... ) (٨) في ملكه، ومن أعظم الأسباب في انحطاط قدره وتلاشي أمره في السلطنة، وطمع الطامع فيه بعد أن كانت توفّرت حرمته في القلوب، وعظُم في العيون، واشتدّ ملكه الأكيد، فكأنّ ذلك كلّه لم يكن. وأخذت المماليك، لا سيما الظاهرية، وخصوصًا الأوباش منهم والأحداث في الاستطالة والتسلّط وتقليل الأدب على أمرائه حتى حكى بعضهم أنه سمع شخصًا من أوباش مماليك الظاهر جقمق وهو يكلّم بُردُبك الدوادار وصِهر السلطان زوج أخته بكلام يستحي من التلفّظ به، وكان ذلك من تجاسرهم المؤدّي إلى زوال ملك المؤيَّد، وظهورهم هم بعد ذلك، واستعلاء أمرهم. هذا، والسلطان لم يبلغه شيء من ذلك، واستحسّ بالتحرك أخذ في السكون والسكات وكثرة ذلك، وقلّ تدبيره، لا سيما لا مشير له ولا مرشد، وضاع الحزم وسكن العزم ولا استحضر قول بعض الفحول من أرباب العقول، من هاب خاب، ومن جَسَر كَسَر، ولا قول الشاعر:

وفاز باللذّة الجَسُور

وكان الحزم في إمضاء ما أمر به على كره من المأمور، والجسارة في ذلك أو التلطّف بالخواطر والاعتذار عن عدم تعيين الجُلبان بأنه إنما لم يفعله لكونهم ليسوا أهلًا لمواقعة المعيّنين من القرانصة (٩) لقلّة حيائهم (١٠) ووقاحتهم أو نحو ذلك من الكلمات، وكان يمكنه إرضاؤهم بمثل ذلك وأنظاره، أو كتابة جماعة منهم، ثم الأخذ بعد ذلك في تدبير ما يحبّه هو ويؤيِّده بكل ما تصل قدرته إليه بعد إتقان


(١) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٢) مقدار ست كلمات ممسوحة.
(٣) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٤) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٥) مقدار خمس كلمات ممسوحة.
(٦) مقدار خمس كلمات ممسوحة.
(٧) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٨) مقدار خمس كلمات ممسوحة.
(٩) تقدّم التعريف بالقرانصة.
(١٠) في الأصل: "حياهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>