للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان إنسانًا حسنًا، وقورًا، حشمًا، عاقلًا، سيوسًا، ولم يحمده أهل حلب في ولايته عليهم، ولم تتقدّم له رياسة بالقاهرة حتى ولا صار من العشرات بها، بل ولا صار من الجند السلطاني أصلًا، وإنّما ترقّى في البلاد الشمالية.

وكان بينه وبين الوالد صحبة ومحبّة أكيدة، وكان يُجلّ الوالد جدًّا ويعظّمه، لا سيما ونحن بطرابلس.

وكان مما يشينه دواداره بلاط لكثرة مظالمه للخلق. وقد تقدّمت نبذة من أخبار الحاج إينال هذا في كثير من متجدّدات سِنِيّ تاريخنا هذا من سنة ست وخمسين وهَلُمّ جرًّا في مواضع متعدّدة إن كنت على أخرة فيها. وإلّا فارجع إليها.

توفي الحاج إينال هذا في ليلة الخميس سابع عشرين شعبان، وكان له زيادة على الستين سنة فيما أظنّ.

وذكر بعضهم أنه مات وله نحو الستين، واللَّه أعلم.

ووُلّي حلب بعده جانِبك التاجي الماضي ذِكر ولايته لها.

١٥٩ - بيبرس بن أحمد المعروف بابن بقر (١).

شيخ العربان بالشرقية بالوجه البحري.

كان جوادًا كريمًا، سيوسًا، حسن السمت والملتَقَى، ذا تؤدة، محمود السيرة، مشكور السريرة.

ولد على رأس القرن أو قُبَيله بيسير، على ما أخبرني به بعضٌ من مشايخ تلك البلاد الموثوق بهم.

وتوفي بالقاهرة في يوم الأربعاء مستهلّ صفر.

ولم يخلفْه في أبناء جنسه مثله.

١٦٠ - بَيْخون (٢)، ويقال: باي خون، وخاتون أيضًا.

ابنة أبرك الجَكَمي من شُكْرْباي التي صارت الخَوَنْد في هذه الدولة الظاهرية الخُشْقَدميّة. تقدّم ذِكر موتها في المتجدّدات.

وكانت ولدت بدمشق. وتوفيت ولها زيادة على الثلاثين سنة.


(١) انظر عن (ابن بقر) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٣٥، والضوء اللامع ٣/ ٢٠، ٢١ رقم ٩٩، ووجيز الكلام ٢/ ٧٥٠ رقم ١٧٢٨، والذيل التام ٢/ ١٦٥، ونيل الأمل ٦/ ١٣٣ رقم ٢٥٤٣، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٥٩، ٢٦٠ رقم ١٠١٠، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٩.
(٢) تقدّمت ترجمة (بيخون) برقم ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>