للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمور (١). وقد أقام المؤلّف مع أبيه بطرابلس نيّفاً وخمسة أعوام، تلقّى العلوم في أثنائها على الشيوخ الطرابلسيّين، وعلى من كان ينزل بها من شيوخ دمشق وغيرها، فضلًا عمّا يأخذه ويسمعه من والده، وممّا سمعه منه، عن شيخ أبيه أحمد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مصلح بن أبي بكر القيسي القدسي، الديريّ (المتوفّى ٨٦٧ هـ). الأبيات التالية:

هي الدنيا الدنيّة فاحذروها … فليس لها على أحدٍ ثبات

وبأوّلها وأوسطها انقلاب … على كدرٍ وآخرها شتات

وغايتها المما ( … ) بهذا … إذا لم يكن إلّا الممات

ولكن (بعدها) أشياء تذهل … لغدٍ عن البنين الأُمّهات

فويل عند ذلك أي؟ … لعاصٍ أو بغتة السيئات

ويا فوز العبد بالحشر … عن النار المسعرة النجاة (٢)

ومن شيوخه بطرابلس عالمها وخطيبها ومدرّسها تاج الدين عبد الوهاب بن محمد بن زُهرة الحِبْراصيّ (٣) الأصل، الطرابُلُسيّ، وكان وُلد بها سنة ٨٠٦ هـ، ونشأ فيها، وأقام متصدّرًا للتدريس في جامعها المنصوريّ الكبير، والإفتاء، والخطابة، ذكره المؤلّف -رحمه الله - في كتابه هذا "الروض الباسم" فقال: "الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن زُهرة، فقيه طرابلس الآن ومفتيها وخطيبها وابن خطيبها، وهو ممن أخذت عنه بل وقرأت عليه، وحضرت دروسه بجامع طرابلس، وكان بها في سنة ٨٦٢ وما بعدها إلى أن خرجنا منها في سنة ٨٦٥ أو قبلها بيسير" (٤).

ومن شيوخه بطرابلس أيضًا: محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي، الدمشقي، الصالحي، الطرابلسي، المعروف بالبابا. قال المؤلّف: "وكنت قد لازمته كثيرًا في الفقه والتعبير، وأخذت عنه الكثير وانتفعت به فيها" (٥).

وسمع بها من الأديب "أحمد بن العطّار المصياتي الأصل، الطرابلسي الشافعي" أحد أعيانها، وكان يملك قاعة وملْكاً حسناً بطرابلس، ويسكن القاعة


(١) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٣ ب.
(٢) الروض الباسم ٢/ ورقة ٦٨ ب.
(٣) الحِبْراصي: نسة إلى حِبراص، بكسر الحاء المهملة، وآخره صاد مهملة أيضًا. بلد بحوران من الشام.
(٤) الروض الباسم ١/ ورقة ٩٧ أ.
(٥) الروض الباسم ٣/ ورقة ٣٩، ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>