للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ألزَمُها أبُثُّ سرّي لها) (١) … أنعّم الطّرْفَ بذاك الجمال

(الله ما أحسن خالاً لها) (٢) … تقبيله المحرّم عين الجلال

وما ألَذّ العيش في قربها … فجُدْ به يا ذا العطا والنوال

فيا سادتي (يا صفوتي يا ذوي) (٣) … بزي وشكري يا كرام الفعال

كان سروري مستجدّاً (٤) وافراً … وبدرُ سعدي يشرق في كمال (٥)

فانخسف البدر ولاح الهنا … ما كان ذا يخطر منّي ببال

(يا جيرة الحيّ وأهلِ الحِمَى) (٦) … أنتم من قلبي على كل حال

(وليس لي صبر ولا سلوة) (٧) … عنكم، ولو شط المدى واستطال

فارعَوْا زمامي (٨) واجهدوا في الدعا … للمدنَف المُضنَى عسى ذو الجلال

أن يجمع الشمْل بكم عاجلاً … بذاكُمُ المغَنى العديمِ المِثال

وهذا ما حضرني الآن من نظمه، وله غير ذلك من نظْم حسن وأكثره في طريقة القوم.

ولم يزل في واهران بزاويته معظَّماً موقَّراً، نافعاً للناس من سائر الأجناس في دينهم ودُنياهم، متنزّهاً عن الدنيا، معرضاً عنها وهي تقبل عليه، ويصرفها في وجوه البِرّ والخير، ونفْع الخلق، ووضع الأشياء في محلّها، مع ظهور الكرامات، وإقبال الخلق عليه، وتوجّههم إليه، ومحبَّتهم له. ولعلّي لم أسمع في المغاربة من بني جنسه في القريب من عصرنا هذا بمثله، ولا من يُدانيه في عصره ولا القريب منه.

وكنت قد علّقت الكثير من أخباره وأحواله. ولما أخذت في التَّثبُّت بما لم يثبت لي من الحال ضيّعتُ جميع أوراقي، بل وغسّلتُ الكثير منها فضاع من جملتها ما كان متعلّقاً بالشيخ، وهذا الذي ذكرته لفّقْته بعد ذلك بنحو العشرين سنة بفكري الفاتر وعزمي القاصر، وأنا أرجو من الله تعالى أن ينفعني بصاحب هذه الترجمة، وأن يرضى عنه ويرحمه بمنّه وكرمه.


(١) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٢) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٣) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٤) في المجمع المفنّن: "كان سرروي بكم".
(٥) في المجمع المفنّن: "وبدر سعدي مشرقًا في كمال".
(٦) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٧) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٨) في الأصل: "زمامي" بالزاي، وهو غلط.

<<  <  ج: ص:  >  >>