للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنه:

فنظمي قد أتاك كمثل قدري … وأنت أجلُّ - يا مولاي - قدرا

وعارَضَ "التّقيّ بن حجّة الحموي" بموشّح هذا أوله:

ما سَلَّ مهَنَّدًا من الأجفانِ … بالسِحر سُقي

إلّا وملا دمعي دما أجفاني … وازداد حُرَقي

قال المؤلّف عبد الباسط: "هذا ما حضرني من موشّحه. وكنت أحفظ الكثير من شعره، فإنني جالسته كثيرًا حيث كان يكتب للوالد في دارنا بطرابلس، وكتبت عنه من نظمه شيئًا كثيرًا، وأنشدني إيّاه، لكنّه شتّ الآن عنّي إلّا ما أثبتّه هاهنا، وضاع المكتوب أيضًا. لكنّه له ديوان شِعر، لو وجدته لنقلت عنه ما كان أنشدنيه … وكان عهدي به في سِنيّ أربع وستين وثمانمائة".

وقال في آخر ترجمته: "وبالجملة فكان غير مُعدَم من فضيلة بالنسبة إلى تلك البلاد، لا سيما طرابلس، فإنها غريبة عن العلم والعلماء غالبًا، لا سيما في هذه الأزمان، وبالله المستعان" (١)!

وكان "إبراهيم بن عبد الرحمن الطرابلسي" في مرحلة الصِّبا والشباب حين تعانى الخط المنسوب، وفاق أقرانه بالكتابة بقلم النسْخ، فكان يكتبه جيّدًا، ولهذا عُرف بالناسخ، ونسخ عدّة كتب لوالد المؤلّف ولازمه مدّة وهو بطرابلس، وكتب له كثيرًا (٢).

كذلك يؤسفنا أن كتابه: "المجمع المفنَّن بالمُعجَم المُعَنْون" لم يكتمل، بل لم يصلنا منه سوى جزء يسير يتضمّن تراجم الأعلام على أربعة حروف، من الألِف حتى الثاء، وبعض الحرف الخامس (الجيم)، من أصل ٢٨ حرفًا مجموع الحروف الأبجدية، وبذلك فاتنا الكثير من أخباره، وأخبار أبيه وأهل بيته بطرابلس.

وكل الذي عرفناه من أخبار تلك الفترة: أنه مرض سنة ٨٦٥ هـ، وكان بطرابلس طبيب غَرناطيّ من الأندلس، هو "إبراهيم بن يونس" فعالجه ونجح في علاجه (٣).

وماتت عمّته - أخت أبيه - "صفَرْ مَلَكٌ" في العام ٨٦١ هـ.

وفي شهر شوال من السنة نفسها مات دوادار والده "تغري بردي التركماني"


(١) المجمع المفنّن، رقم (١٠٤٤).
(٢) المجمع المفنّن، ج ١/ ص ١٩٥ رقم (٥٩).
(٣) المجمع المفنّن، رقم (١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>