للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان والده من مكة المشرّفة وتوجّه منها لبلاد الصعيد لمآثر خلّفها جدّه لأمّه سيدي الولي العارف باللَّه تعالى، الشيخ العلّامة نجم الدين، عبد الرحيم الأصولي، الإمام، المشهور، الذي كان قد اختصر "الروضة"، ولما دخل بلاد الصعيد واتفق أن تزوّج بها بوالدة صاحب الترجمة ابنة عمّ جدّه المذكور، وكانت تسمَّى فاطمة بنت محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم القرشي المخزومي، فولدت له بهاء الدين هذا هناك بأصفون الجبلين، وهي بقرب إسنا، ثم نقله والده منها إلى مكة المشرّفة من جهة القُصَير في البحر الملح، فنشأ بمكة.

وقال بعض المؤرّخين: وكانوا -يعني بني فهد- ينتسبون إلى عُتبة بن أبى لهب أولًا، ثم أخرجوا لأنفسهم هذا النسب بعد ذلك.

قال: وقد طعن في كثير من أهل العلم ممن له خبرة بالأنساب. هذا ما قاله، واللَّه أعلم.

حفظ التقيّ هذا القرآن العظيم بمكة، ثم "العمدة" و"التنبيه" و"ألفيّة العراقي" و"ألفيّة ابن مالك"، وعرض على جماعة من علماء ذلك العصر، ثم اشتغل وطلب الحديث بنفسه واعتنى به كثيرًا، وسمع الكثير، وأجيز من جماعة، وصار مُسند الحجاز بل ومحدّثه. وشُهر وذُكر، وبعُد صيته.

توفي بمكة في يوم السبت سابع ربيع الأول.

٣٥٨ - • وترك ولده محمد، ويُدعى أحمد أيضًا، ولد بمكة في ليلة الجمعة سلْخ جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة (١) وثمانمائة.

٣٥٩ - محمد بن محمد بن محمود العجمي، المراغي (٢) الأصل، البخاري، ثم الدمشقي، الحنفي.

الشيخ الإمام، والحَبْر الهُمام، العالم العلّامة، الرَحلة الفهّامة، شمس الدين، شارح "دُرَر البحار" المعروف بمحمد بن الشيخ، شيخ البخاري أيضًا.

كان علّامة زمانه من أفراد العلماء المشاهير أهل الفضل والعلم (. . .) (٣)


(١) في الأصل: "اثني عشر".
(٢) انظر عن (المراغي) في: الضوء اللامع ١٠/ ٢٠ رقم ٥٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٤٨ رقم ٢٦٦٢، وكشف الظنون ٧٤٦ و ١٢٥٢، وهدية العارفين ٢/ ١٩٦، وديوان الإسلام ١/ ٢٦٢ رقم ٤٠٤، ومعجم المؤلفين ١١/ ٢٩٩.
(٣) كلمة ممسوحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>