للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمن ذلك الأبنية الهائلة بقلعة الجبل في عدّة أماكن منها، كالإيوان العظيم الذي جدّده، والمقعد بالحوش، والمبيت، والمناظر، والكثير من الأماكن العجيبة النادرة الجليلة النزهة، والطباق، وباب الحوش، وغير ذلك من الأبنية بالقلعة، مما يكاد أن لا يُضبَط، ولا وقعت لسلطان قبله في دولة الجراكسة.

ومن آثاره التوبة المعظَّمة التي أنشأها بالصحراء، المشتملة على المدرسة الهائلة، والمدفن بالقبّة العظيمة عليه، وما بداخل ذلك من الأمكنة، وما إلى جانب بابها من السبيل المعظّم، وما يعلوه من المكتب للأيتام، وما تجاه ذلك من الأمكنة المُعَدّة لصوفيّتها وشيخها، وما يقرُبها أيضًا من الرَبْع العظيم الهيئة والشكل، المُعَدّ ذلك لسُكْنَى صوفية التوبة المذكورة أيضًا، وخدّامها وجماعتها، وما أنشأه بقربها من الحوض المعظَّم الهائل، المُعَدّ لشُرب البهائم. وبهذه التوبة عدّة من الصوفية من أعيان الناس، وطلبة العلم وأهل الفضائل. وولي مشيختها أول ما فتحت شيخنا قاضي الجماعة الشيخ الإمام العالم العلّامة أبو عبد اللَّه محمد بن عمر القَلْجَاني (١) المغربي، التونسي، المالكي، قاضي تونس، لما قدم هذه البلاد، ثم لما عاد لبلاده وُلّيها عِوَضه تلميذه الشيخ أبو العباس أحمد بن عاشر (٢)، رجل من أهل العلم والفضل والتديّن والسكون، وبها الحضور في الأوقات الخمسة، ولشيخها وصوفيّتها وخِدْمَتها الأرزاق الجيدة والمعاليم الكافية، ولها ترتيب أنيق حسن.

ومن آثاره أيضًا لجامع المعظّم بالكبْش وما بجواره وأسفله من الأبنية الجليلة.

ومن آثاره أيضًا لجامع الأنيق بروضة مصر، وهو من أحسن المباني في موضعه.

ومن آثاره جامع سلطان شاه.

وله عدّة أسبِلة هائلة، من ذلك السبيل بتحت الرَبْع، وما يعلوه من المكتب، والسبيل بالجبل، وهو من أحسن الأسبلة وأنفعها في ذلك المحلّ. والسبيل بزيادة


(١) مات (القَلجاني) في سنة ٨٩٠ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٨/ ٢٥٧، ٢٥٨ رقم ٦٩٨، ووجيز الكلام ٢/ ٩٦٥ رقم ٢١٦٤، والذيل التام ٢/ ٣٨٨، ونيل الأمل ٧/ ٤٣٦ رقم ٣٣٥٣، وبدائع الزهور ٣/ ٢٢٢ وفيه "الفلحاني" بفاء وحاء، وشجرة النور الزكية ١/ ٢٥٩.
(٢) هو أحمد بن قاسم بن أحمد بن عبد الحميد التميمي التونسي المالكي، المعروف بابن عاشر. (الضوء اللامع ٢/ ٦٢ رقم ١٨٧) ولم يؤرّخ لوفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>